مفاجأة الجماعة
انتهت أحداث الجزء الأول من "الجماعة" بشكل مفاجئ ولم يقدم الكاتب وحيد حامد واقعة اغتيال الإمام حسن البنا ولا مشهد الجنازة، وهى النهاية التى اختارها الكاتب دراميا وفى مشهد شديد التأثير، وكأن الإمام يراجع نفسه، ويصل دراميا إلى مرحلة "التطهير"، حيث نراه بات محاصرا من الأمن والقصر، وأيضا من التنظيم السرى للجماعة، وهو حل درامى يتفق إلى حد كبير مع واقعة اغتيال الإمام والتى لا يعرف أحد حتى الآن من المسئول عنها بشكل محدد وتتعدد فيها الروايات.
وإذا كان بعض من رموز الإخوان ينتظرون بفارغ الصبر رؤية مشهد اغتيال الإمام وجنازته المهيبة، فإن عدم تجسيدها على الشاشة أصابهم بالمفاجأة والدهشة، وهذا أكبر دليل على أنهم رغم هجومهم على المسلسل إلا أنهم يدركون جيدا أن المسلسل منحهم مساحة تواجد على شاشة تليفزيون الدولة لم يكن يحلموا بها، وبالطبع كانوا يرغبون فى الاستفادة مما صاغه وحيد حامد دراميا لأقصى درجة من الاستفادة.
ورغم الجدل والخلاف حول مسلسل "الجماعة" والذى يتناول العديد من الأحداث السياسية فى تاريخ مصر العديد من الأحداث السياسية فى تاريخ مصر الحديث، إلا أنه يظل واحداً من أهم الأعمال التى قدمت فى تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية، ويمثل نقلة حقيقية على مستوى الصورة والأداء التمثيلى، بدءاً من بطل العمل إياد نصار، ووصولا للمثلين ضيوف الشرف والفنانين الشباب هيثم أحمد زكى وكريم محمود عبدالعزيز وغيرهم،