كان انسان اكتر ما كان يتمني ان يكون نصف اخر يحدثه عن ما بداخله ولكن القدر اراده ان يكون وحيدا حتي انه رضي بداخله بهذا الوضع فكان وهو صغير انطوئيا انعزاليا لم يكن يكن هذا الشعور يراوضه بل امرا واقعا اراد في البدي ان يغير هذا الوضع فاصبح يحاول ان يحب كل من يجده امامه دون ان يعرف من الذي يختار هل هو قلبه ام عقله ام عينيه فقط فكان في كل يوم حبيبه ورفيقه في الافق ثم ما ان يمر اليوم حتي تحل الرفيقه الاخري محلها حتي اصبح قلبه كالشارع المفتوح علي مصرعيه له مخرج يكون اكبر دائما من مدخله كانت ابتسامه صغيره ترضيه كان دائما يسعي ولو لكلمه ترضيه او حتي نظره لكنه دائما كان يخدع نفسه بان تلك الكلمه او الابتسامه تكفي فيقول لنفسه انه يحب تلك الرفيقه ثم تلك فتلك اصبح عقله مهمشا بل احس بالحنان لذلك الحب الضائع
حتي جاء ذلك اليوم الذي تحولت كل اضواء النهار الي ظلام في وسطه ضوء كضوء الشموع ينير بينه وبينها فقط ولايسمع صوت احد غيرها ولم تستطع عينيه ان تري غيرها فرجع في ذلك اليوم وهو لا يري ذلك الانسان بل يري شخصا اصبح كل تفكيره ان يتعرف علي تلك الانسانه ولكن وبينما هو يفكر ليعرف كيف سيكلمها مرت عليه لحظه كادت ان تنسف بكل ما يفكر وبكل ما بداخله من مشاعر فقد خشي ان تكون تلك حاله مثل الكثير فيمر اليوم ليجد حبيبه اخري ولكنه وجد لاول مره عقله يعمل ويحذف كل هذه التخيلات ويثبت امامه شيء واحد انه قد احب بفكره وقلبه لاول مره فقد كانت مثل الملاك في تحركاتها بريئه في حديثها حتي يظن الناظر انها ماهي الا طفله تمثلت في جسد شخص ناضج بنظره الطفل البري
اصبح ملهما بها اصبح حبه لها يزداد دون ان يذهب اليها ولو حتي ليكلمها كلمه واحده اصبحت كل شجاعته وثقته في نفسه امامها الي خجل وخوف
اصبح يضع عده خطوات لتكوين صداقه بينه وبينها فظل يتعرف عليها شيئا فشيئا حتي استقر الامر انهم كانو جزء من شله من الاصدقاء كانت تتكون من اربعه اولاد وخمس بنات فظلت الصداقه تزداد يوما بعد يوم وفي كل يوم يزداد حبه لها اصبحت مشاعره تطغي علي تصرفاته بل غيرته ايضا فاصبح يغير عليها بشكل لا يتحمله اي انسان فبدات هي تتضايق من ذلك لدرجه انها كانت تريد ان تذهب اليه وتقوله انها معجبه بشخص اخر كان معروفا لديه ولكن هو احس بما ارادت ان تقول فاصبح عليه ان يسحب نفسه بهدوء من تلك الورطه فاصبح يخفف من كلامه معها حتي لاحظت هي ذلك فذهبت اليه لتساله حيث انها لم ترد ان تفقده كصديق ولكن الامر انها في ذلك الوقت لم تكن تراه فارس الاحلام فتملكت الشجاعه وقالت له انها معجبه بشخص اخر ولكنها تريده ان يظل من اصدقاءها المقربين فلم يكن يستطيع الاجابه بسبب تلك الصاعقه التي نزلت عليه بسبب معرفته بذلك الحبيب الذي لا يحب الانفسه وله تجارب كثيره مع النساء يكون كل همه في هذه التجارب هو حب الامتلاك فكان يتصف انه ليس وفيا لحب او حتي لصداقه
لم يستطع ان يرد وهو يفكر هل اخبرها بما ينتظرها ام يصمت هل ستصدقه ام لا
لكنها ارادت صديق وفيا فكيف اكون وفيا وانا اعرف هذه الاشياء ولا اخبرها استفاق من شروده من خلال صوتها يردد اسمه
فقرر ان يخبرها فاصبح يرتب كلماته التي سيقولها كالاتي
اولا انا عارف انه كل شيء نصيب وانا اتمنالك كل خير وانا اتشرف بصديقه مثلك وانت ترديني صديقا وفيا فانا املك بعض الكلمات التي اريد ان اخبرك بها عن الشخص الذي تحبينه
نظر في عينيها ليجد نظر حاده مع ترقب لم يتعود عليها من قبل
كان يريد ان يتراجع لاكنه وجد لسانه ينطلق بكل ما يعرف عن هذا الشخص وكيف انه سيء الطباع وليس له امان
فكانت الاجابه كلمتين
انت كذاب
فلم يرد هو
ثم اكملت انها اخطات عندما ظنت انه صديق لها كيف تكون صديق وانت تريد ان تخرب عليا حياتي
فاخذ يبتسم ويقول كنت اتوقع ذلك ولكن هناك الايام لتثبت ان لم اكذب واتمني لك التوفيق
ذهب كل منهم في طريق
مرت الايام فالشهور
لم يتقبل قلبه هذا الجرح فتملكه الشر وروح الانتقام فظل ينتظر لانتهاز الفرصه للانتقام
مرت الايام عليها هي لتري كل يوم انه لم يكن يكذب عندما قال لها صفات من تحب بل هو كان يخفف في الوصف فاصابها جرح عميق اصيبت علي اسره في قلبها النابض بالحب فقد كانت كالزهره المتفتحه اما الان اصبح كاوراق الخريف المتساقطه
وجد هو هذه الفرصه وارد ان يستغلها لاكنه كان ينتظر ان يحدث شئ اخر وتم ذلك فبعد فتره جاءت اليه وهي تعتذر عن مابدر منها انها وصفته بالكاذب
فبدا القلب الذي اصبح اسود من نار الانتقام بتحريك ذلك الذئب نحو فريسته الجريحه الضعيفه
فرسم خطه ان يتقرب اليها وان يوهمها بحبه حتي تحبه ثم يقوم بالاستخفاف بمشاعرها ويجرحها
كان الجزء الصيغر المضيء في قلبه لم يستطع ان يثنيه عما يريد ان يفعل
بدا في بث سمومه التي كانت تحت غطاء الحنان والحب اما هي فكانت الثقه التي تحس بها نحوه فكانت اكبر ما يمكن فكانت تصدق كل ما يقول وكانت تفعل كل ما يطلب منها
وصل هو الي ما كان يريد فقد ايقن مع الايام انها وقعت في حبه
بدات اول خطوات الانتقام وكان في كل خطوه يخسر صديقا من اصدقاءه لما تحمله تصرفاته من نار الانتقام والحقد اصبح منفورا من الجميع اما معها كان دائما يحرجها امام اصدقائها يتنصل دائما من طلباتها ومن اتصالاتها ثم اتي بالصاقعه انه قال لها انه لم يعد يحبها
لكنها كانت قويه كما كانت دائما استطاعت ان تتحمل الصدمه وان كان من الخارج فقط فظهرت علي وجهها ابتسامه لم ترضي غرور انتقامه فتحولت الصدمه اليه ثم ذهب كل الي طريق فكان الغليان في الجانبين فكان هو يغلي لانه لم يرضي غرور انتقامه اما هي لانها احست احبته اكثر من نفسها بل كانت مستعده ان تضحي بنفسها من اجله .
مرت ايام قليله وهو يفكر ويسال ماذا فعلت ؟لقد جرحت الانسانه التي احببتها واحبتني عاد الجزء الصغير المنير ليسطير علي قلبه ويكشف كل الظلال التي كانت موجوده فعاد صديقا وفيا لاصدقاءه بل اصبح خدوما اكثر لاكنه لم يستطع ان يذهب اليها او حتي ينظر في عينيها مرت الاوقات والايام وقلبه مازال حزينا لما فعله
حتي جاء اليوم الذي امتلك شجاعه والقدره علي المواجه والاعتذار وكان من خلال المواقف
كانت هي تمشي وهي شارده الذهن وفجأه توقفت لتراه امامها فيخيم الصمت وتسيطر لغه العيون وكان العيوب تعاتب العيون لما حدث حاولت هي المرور دون ان تتكلم لكنه فوت عليها الفرصه
هو: انا اسف
وكانت هي مرت عليه بظهرها ثم التفت اليه مره اخري
هي :اسف هههه هه
وكأنها تتكلم بسخريه
هو: انا عارف ان انا غلطت اكبر غلطه في حياتي في حقك و لكن واثق في قدرتك علي التسامح
هي : تسامح ايه انا اديتك قلبي وانت بكل سهوله رميته
هو : انا مش بطلب منك انك تحبيني انا بس بطلب انك تسامحيني
هي : رغم انه صعب بس انا بقولك ان انا مسمحاك
هو : بس انا حاسس انه مش قلبك
هي :مالكش دعوه بقلبي انا قولتك ان مسمحاك وخلاص
هو وقد بدات دموعه بالتساقط من عينيه :انا اسف وحاول المغادره
هي وكان صعب عليها دموع من احبت حتي لو كان هو الذي جرحها : استني ....
انا اسفه انا مسمحاك من قلبي
هو : بس انا طماع وعاوز نكون اصدقاء رغم اللي حصل
هي تسكت قليلا: اوك بس ارجوك سيبني فتره
هو : اوك انا فهمت
هي: فهمت ايه ؟
هو : انك مش عاوزه صداقه
هي: لا بس انا طلبت فتره انسي اللي حصل ونقدر نكون اصدقاء من جديد
مر هذا الموقف ومرت الايام لفتره كبيره تتعدي الشهر ثم بدات علاقه الصداقه تعود مره اخري وان كانت هي علاقه حب مغلفه بغلاف الصداقه وهذا هو السبب الذي جعلها توافق علي الصداقه انها مازالت تحبه رغم جرحه لها بل ان ندمه زادها حب له
مرت الكثير من المواقف والاحداث والايام وكلما مرت الايام زاد التقارب بينهما وفي احدي المرات واثناء ضحكات عاليه
قطع هو ضحكه بالصمت والتركيز والنظر في عينيها
بدات هي بالخوف والصمت فقد احست بما هو ات
قال لها انا بحبك
صمتت
ثم قالت انا اسفه انا اتفقت معاك ان احنا نكون اصدقاء قالت ذلك وهي متاكده انها لم تكن تقصد ذلك لكن مازال الخوف يسيطر عليها
تاسفت وغادرت
اصبح هو في حيره هل هي تريده ام لا هل هو خوف مما حصل بينهما من قبل لكنه كان يثق في شيء واحد انها تحبه وكان يؤمن بانه يستحق اي شيء حتي لو حاولت ان تلعب بمشاعره كما فعل هو
مرت الايام جف الكلام بينهما فكان يقتصر علي السلام اما اللغه التي كانت تسيطر بينهما هي نظرات العيون الخاطفه كان الاثنان يحبان ان تستمر النظره ومع ذلك في كل مره كان هناك من يقطع تلك النظره
حاول مرار ان يعرف ردها عن كلامه عن حبه لها لكنه كان يجد الصمت دائما حتي قرر انها ستكون المره الاخيره التي سيحاول فيها ذلك
اما هي فلم تعد تستطيع ان تقاوم ذلك الاحساس الذي بداخلها فهي تحبه بكل ما تملكه من احساس ومشاعر مع ذلك كان الخوف يسيطر عليها من حبيبها الذي تحبه
جاء الموقف الذي انهي كل شيء
بينما هي تجلس وهي شارده الذهن تجد ورقه تسقط امامها احتاجت لحظات لكي ترجع الي وعيها فنظرت ورائها لتجد حبيبها هو من القي الورقه فقامت بفتحها في غمضه عين فنظرت في الورقه
شد انتباهها وجود خطوط في الورقه تكاد تجزم انها تكونت قطرات الدموع وذلك ما قراته ايضا
لقد كانت الكلمات تريد ان تعبر عما يريد فكانت كالاتي
لقد كتبت لك هذه الكلمات بشيء غالي علي لقد كانت دموعي هي الحبر الذي استخدمته وكانت مشاعري هي القلم الذي كتبت به
انا اعلم اني مهما فعلت فلن استطيع ان امحو ذلك الجرح من ذكرياتي لكني اثق في قلب احببته وقلب اعرف مدي طيبته وقلب احبني اكثر مما احب نفسي حاولت كثيرا ان انسي فلم استطيع اما عندما عدنا اصدقاء فعرفت كيف احبك وعرفت كيف اعشقك وكنت اري حبك لي في عينيك فلم استطع كتم ذلك رغم خوفي من ان اخسرك اما الان فانا اعرف اني ساكون مخلصا لحبك مهما كان ردك حاولت ان اكون قويا فلم استطع لانك تمثلين نقطه ضعفي الوحيده وانا افتخر بان قلبي اختار حبيبه مثلك.
انتهت هنا رسالته لكنها وجدت نفسها ترد عليه فما ان بدات بكتابه اولي الكلمات حتي وجدت دموعها تتساقط علي تلك الورقه فلم تستطع ان تكمل فقامت تجاهه وسلمته الورقه فكان اول شيء نظر اليه هي دموعها فهي اعز عنده من حياته ففتح الرساله ليجد كلمتين
انا بحبك
فلم يتمالك نفسه ايضا وبدات دموعه تنهمر
وفجاه يستيقظ من النوم ليجد نفسه يقرا في الصفحه كان 22 من كتاب الحب الضائع
ذهب ليتصفح تليفونه ليجد رساله من الانسانه التي كان يحبها
(انا اسفه اني وصفتك بالكاذب فانت كنت علي حق في كل ما قلته لي)
فسال نفسه هل يمكن ان افعل هذا ؟ وما الذي كان يحدث ؟ هل هو حلم ام واقع ؟ انا احبها ام لا؟
اما الان فالنهايه متروكه لك سيدي القاريء