كل يوم اسمع العصافير تشقشق وتغنى كلماتى وكأنها تشعر بى وما بداخلى ولكن اليوم لم اسمعها فأننى ارى العصفور الجريح على فرع صغير من الشجرة يلملم جروحه وكأنه يخشى ان يراه احد ولكنى استغربت وقولت فى نفسى حتى الطيور تبكى فكنت اعتقد ان الانسان هو الذى يبكى فقط دون الكائنات الاخرى وكنت اعتقد ايضا ان الانسان فقط هو الذى لديه عزة نفس ويخشى من احد يرى دمعه وحزنه.
فأنا كنت ارى هذا العصفور يهلهل بين الطيور بصوته المسموع الجميل وبكيت عليه وعلى حاله وكأننى ابكى على حالى انا .. فأنا مثله كنت مرحة دائما احب الحياة بحلوها ومرها وارضى بواقعها ولكننى لم ادرك ان الحياة هكذا .
فعندما كنت فى سن الحياة وهو اجمل سن يمكن ان يعيشه احد كنت احب شخصا ..كنت احلم بى كثيرا واتمنى ان القاه فى هذه الدنيا وبالفعل رايته فانا لم ارى شخصا مثله ابدا...
انه شيئا من الخيال ولكنه انزل الى الواقع ..اننى لم ابالغ فى وصفى له ..فهذا ما كنت اشعر بيه فكل مرة اراه ..
كنت اقابله بكل حب وشوق بينما هو كان يقابلنى بكل صمت وحب ولكنه حب اخ لاخته ..فهو بالنسبة لى ...لم اجد لفظا يدل على ما بداخلى فاذا قولت حبيبى فانا احب الكثير والكثير فانا لم اجد كلمة مناسبة فهو كل حياتى ..
اما انا بالنسبة له ..فلم اعرف مشاعره نحوى ..اننى ادخلت نفسى فى دائرة الحيرة فأننى لم اعرف ما بداخله فأنا بنت ...بنت اى لا يجب ان اقول له اننى احبه ..وايضا عزة نفسى وكرامتى تطاردنى فى كل كلمة اقولها له.
ولكنى لم ما بداخله وكنت اتقابل معه فى جو اسرى فكانت اخته صديقتى ..بل فى منزلة اختى ...
ولكننى كلما اراه كنت احيانا ارى فى عينه نظرة شوق وحب ومرة اخرىارى فى عينه نظرة عدم الاهتمام بى وكأننى لم اكون امامه ..فأننى كنت انتظر منه كلمة واحدة ..حتى لو كان يأتنى الموت بعدها.
ما اصعب الاحساس بالحب من طرف واحد فالبنت دائما عاجزة لان المجتمع ثم خجلها يحتم عليها الكثير والكثير.
وانتهى على خطوبتى بشخصا اخر كانت له شخصية تجذب كل من حوله ولكننى لم يجذب انتباهى الا من احببته وهواه قلبى وتمنيت العيش معه .
فأستسملت بالواقع فشعرت اننى اتعلق بحبال ذائبة ضعيفة بل متقطعة وممزقة .
والغريب اننى لم اراه فى هذه الفترة ولكننى ارى اخته دائما ولكننى كنت اريد ان اسأل عنه كثيرا ولكن عزة نفسى منعتنى فأنه اذا كان يحبنى كما احبه فلابد ان يحاول ان يقابلنى ولو مرة واحدة ويشرح لى حبه ..ولكننى مع كل اسف كنت اشعر اننى لم اعنى له شيئا..
وعندما انتهت الكلية ودراستى تجوزت من هذا الشاب الذى تقدم لخطوبتى الذى لم ارى نفسى فيه ورضيت بالواقع ..فحاولت ان احبه فهو بكل صراحة كان يحبنى ويحاول ان يملاء حياتى ويتقرب منى ..وبالفعل نجح فى ذلك واحببته واحسست لاول مرة بطعم الحياة دون الحبيب الاول ...بعدما كنت احمل فى قلبى حب حياتى وعمرى وكنت لا اريد خروجه من حياتى ...اما اليوم فأنا احب زوجى الذى احسنى بحبه وملئ حياتى ...
فانا عندما بحرت فى اعماق نفسه وجده اكثر شخص مناسب لى ومتوافق معى ومرت السنين ووجد نفسى ارى الحياة بمنظور جديد منظور زوجى الذى اسعدنى بحبه ووجوده بجانبى ..وانا ايضا اصبحت احبه كثير .
" وتذكرت مقوله امى عندما قالت لى الحب يأتى بعد الزواج "
ولكن حدث الذى لم اتوقعه ابدا فأن حبيب عمرى الاول ظهر من جديد .. ووجده بالصدفة ولمحته قادم الى .. شعرت اننى كنت مشتاقة اليه ..شعرت اننى غارقة فى ذكرياتى القديمة واحلامى وكنت اتمنى اننى لا استيقظ منها ابدا .
فأنه اصبح اكثر وسامة ..ولكنه اكثر جراءة .
وبدأ السلام وقال لى : يالها من صدفة جميلة .
ولكننى لم انطق كلمة واحدة فانا كنت اتأمله واتذكر عندما كنا فى فترة الكلية وكأنه شريط من الذكريات التى كنت اعتقد اننى نسيتها ..فأننى لن انساها ولن انساه ابدا .
فأنه كان حبيب عمرى وحياتى فى يوم من الايام ولكننى رايت فى عينيه نظرة كنت اتمنى ان اراها من قبل عندما كنت حرة ...حرة
وفى ذلك الوقت تذكرت اننى لم اكن ملك نفسى ..فأنا ملك الرجل الذى احبنى وتزوجنى واعطانى حبه وحنانه فى الوقت الذى كنت ابحث عنهما .
وقال لى : فيما تفكرين اننى كنت اتمنى ان اراكى منذ زمن وحاولت ان اقابلك ..
وقطعته وقلت له : لماذا
وكاننى كنت اعرف ما بداخله ولكننى اكذب نفسى .
وقال لى : اننى كنت اريد ان اقول لكى كلمات كثيرة ولكننى كنت خائف فانا بدون اى خجل احبك..............احبك بأعلى صوتى اقول لكى انى احبك ....احبك منذ زمن طويل ولكنك كنتى لا تشعرى بى ... وكنت كل ليلة اسهر الليل وافكر فيكى فى كل لحظة واتمنى ان تكونى مثلى .
فحاولت ابنى مستقبلى باى طريقة حتى اكون على ارض صلبة حتى احقق لكى كل ما تتمنيه حتى فؤجئت بخطوبتك وكنت احاول ان اشرح لكى ولكن كنت دائما مشغولة عنى.
نظرت له بدهشة وحسرة .....ااااااااااااااااااه ثم ااااااااااااااااااه ...عشت طول حياتى فى دائرة مغلقة من الحيرة فانا ادخلت فيها بكامل ارادتى حتى ضاقت على قلبى وقتلته .
اااااااااااه يا حبيب عمرى ....ليتك قولت كلمة احبك منذ زمنا ....اااااااااه يا قلبى فقد عاد حبيبك ولكن بعد موتك .
ولكننى تركته بكل صمت ...فأنا لم املك الان الا الصمت زمان كانت كرامتى تطاردنى وتمنعنى من مصارحته بحبى له ..اما الان فكرامة زوجى هى التى تمنعنى ...
فالصمت هو الذى اطاح بنا واخذ كلا منا الى بر بعيد عن الاخر ...الصمت الذى جعلنى فى حيرة وعذاب واوهام الحب من طرف واحد ...فالصمت يجعلنى اصون كرامة زوجى.
غريب هذا القدر الذى جمعنا مرة اخى بعدما فرقنا ....
اااااااااااه ...يامن يواسينى " زوجى ام حبيبى "
ولكننى حقا لم اعرف من الذى احببته اكثر من الاخر
فكل منهما له فى قلبى كيان لم استطيع ان انكره
الخميس سبتمبر 16, 2010 11:30 am