لا أدرى ماذا تفعلين الآن...هل تضحكين أو تبكين أو تقراين أو تتكلمين .. مع من تتكلمين ..هل تجلسي وحيدة تقرأين الآن في كتابك ثم تغلقينه وقد عاد بك الزمن سنين إلى الوراء وعاودتك الذكرى ... رايتك منذ فترة صدفة تجلسين في نفس المكان الذي اعتدنا أن نجلس فيه..انه ذلك المكان في محطة القطار..نعم انك هناك تجلسين وقد مر أكثر من قطار ومازلت تجلسين في مكانك...هل عاد بك الزمن إلى الوراء.. هل تذكرتى كلماتنا القليلة معا في ذلك اليوم أم عاودتك الأحداث التي مرت بيننا وما بها من حب وكراهية ومن سعادة وغضب ومن كلمات رقيقة وأخرى شديدة الألم... لقد سرت بخطاي أيضا إلى نفس المكان لأجدك أمامي.. جئت إلى نفس المكان لأني تذكرتك وكأن قلبينا رفضا أن يظلا بلا لقاء.. فحددا موعدا للقاء رغما عنا...
سنين مرت ومازالت تمر... منذ أخر لقاء وقد أعلن قلبي انه أغلق الباب في وجه من يحاول أن يدخل إليه... سنين مرت وقد صمت عن الحب أو امتنع عنى الحب... سنين مرت وأشعر في هذه اللحظة التي اكتب فيها أليك انه من المستحيل أن أحب...هل فعلا أصبح من المستحيل أن نحب مرة أخرى...هل أصبح مستحيلا علينا أن يأتينا ذلك الإحساس الذي يرتعش فيه القلب عندما نلقى من نحب أو نسمع صوته أو حتى لمجرد ذكر اسمه أمامنا.. انظر أحيانا في عيون الناس لعلى المح فيهم نظرة عينيك عندما نطقت بالحب...لعلى أجد أثارك أو طيفك أو ذكراك... أسير أحيانا وحيدا لعلى ألقاك صدفة في مكان ما... أو المحك تسيرين من بعيد...وأظل التفت في كل اتجاه لعلى أراك...وأحيانا أشعر بأنك أنت قد رايتينى ولكنك لم تناديني... وأظل أسير حتى اشعر بأنه من المستحيل أن القاك...وهل أصبح فعلا مستحيل.
عندما قررت أن أبحث عنك لم أجدك في اى مكان...بدأت البحث عنك وهناك بداخلي أمل يطير كالفراشة.. ربما أن الحب بداخلك لم يموت.. ربما أنت أيضا عنى تبحثين.. ربما أن القصة لم نكتب نهايتها بعد او حتى انها لم تبدأ بعد... ربما عندما نلتقي صدفة قد تبكى عيوننا من جمال اللقاء... قد نبكى من طول وألم الفراق والاشتياق... وقد لا نلتقي.
عندما قررت البحث عنك مرة أخرى..فشلت في أن أجدك في اى مكان ...كل أصدقائنا قد تاهوا وفرقتهم الدنيا...وكل بياناتك قد تاهت وتفرقت هي الأخرى...
عندما قررت البحث عنك صدقيني لا اعلم كيف ستكون النتيجة... ولكني قررت إلا اترك أمل أو باب إلا وأحاول منه... كلنا قد نفشل في الحب ولكنا قد نفقد الحب وأنا أحاول إلا اترك كل ماهو جميل أن يضيع..
أظن أن الحب لا نعرفه إلا عندما يضيع من أيدينا..عندما نتركه يمر ولا نتوقف عنده ونظن انه في مكان أخر... لم اعرف معنى الحب إلا عندما رحل وترك وراءه ذلك الفراغ اللانهائي في قلبي وكان قلبي قد أصبح قطعة فارغة بداخل الجسد.. لم اعرف الحب إلا عندما أصبحت أسير وحدي في نفس الطريق كل مرة أفكر فيك وانظر إلى وجوه الناس اسأل ايهما يعرف مكانك ..وايهما يبحث أيضا عن الحب...ايهما مثلي وايهما يحب...
أكثر ما يمكن أن يبكيني هو عندما أرى نظرة حب صادق وطاهر في عينا اثنين ينظر كل منهما تجاه الأخر...يتحدثان ولا يفارق اى منها وجه الأخر... ينخفض الصوت ولكن يسمعه كل منهما في وضوح... تلتقي الايدى وكأنها تتحدث بلغة لا نعرفها... تبتسم الوجوه وكأنها إشراق نور ...ليس في الدنيا إلا هما وقد فقدا كل ما يصلاهما بالعالم من حوليهما... من الممكن أن أبكى لانى وأنت كنا هناك مثليهما... كنا هناك... كان الصمت بيننا حلو التأثير... وكان الحديث لا يمكن أن أنساه...ولكن من الممكن أن أبكى لأننا لم نعش تلك اللحظات طويلا..فسرعان ما انتهت.. فسرعان ما اختفت من حياتي كلمة احبك وكأنها كانت ليست من حقي. من الممكن أن أبكى لأننا على الرغم من إننا فقدنا الحب..فقد فقدنا الذكرى وانتهت قصتنا بجرح كل منا الأخر...
احيانا اتسأل اين انت الان وفى أى بقاع الأرض تسكنين... كيف سارت بك الدنيا واين أنت من سيناريو الحياه.. ماذا فعلتى منذ ذلك الحين.. منذ ان قررتى الرحيل... ليتنى ادرك أو افهم تصرفات الانثى عندما تالمتى لاجل أن تجدى الحب وعندما وجدتيه قررتى أن تتالمى بان يرحل عنك وتدعيه يغادر حياتك كأنه لم يأت... ثم رحلتى.
الى أين كان طريقك بعد ذلك وكيف تفاعلتى مع الحياة ونسيتى الألم... هل عادت اليك ابتساماتك ام أنها تاهت ولم يدرك أحد أنها لم تعد اليك بعد..
الخميس سبتمبر 16, 2010 8:06 pm