هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 شهود يوم القيامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ADMIN
Webmaster
Webmaster
ADMIN


الابراج : القوس

الماعز
عدد المساهمات : 2022
تاريخ التسجيل : 08/04/2010
العمر : 32
الموقع : body_body8809

شهود يوم القيامة  Empty
مُساهمةموضوع: شهود يوم القيامة    شهود يوم القيامة  Emptyالإثنين سبتمبر 20, 2010 10:24 am

قرأت لك خطبة جزى الله كاتبها خيرا:
شهود يوم القيامة
ملخص الخطبة:
1- عدالة الشهود يوم القيامة. 2- الأرض تشهد يوم القيامة بما عمل على ظهرها. 3- الأنبياء يشهدون على العصاة والمكذبين يوم القيامة. 4- شهادة الملائكة والرسل والعلماء (الأشهاد). 5- شهادة الملكين. 6- شهادة أعضاء الإنسان وجوارحه. 7- دعوة للتوبة قبل أن تشهد علينا الشهود.
الخطبة الأولى:
أما بعد: لو أنك عملت عملاً ما، ثم سُئلت عنه، فأنكرت، وقلت: إني لم أعمل هذا العمل، ثم جيء بشهود عدول شهدوا عليك بما فعلت، وأحضرت الأوراق التي تثبت ما عملت، ماذا يكون موقفك، من نفسك أمام هؤلاء الشهود؟ لاشك أنه موقف صعب، لا تُحسد عليه، إذا كان الموقف كذلك، فليفكر أصحاب المعاصي، وأصحاب المخالفات، والذين لا يأتمرون بأوامر الله U، بمن يشهد عليهم أمام الله U يوم القيامة، في ذلك اليوم الذي يظهر كل شيء، ويكشف كل شيء، والشهود في ذلك اليوم، من أصدق الناس، ومن أعدل الناس في إعطاء شهاداتهم.
أيها المسلمون، إن شهود الدنيا، في قضية ما، قد يكذبون وقد يكونون شهود زور، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفًا من مهدد أو طمعًا في مرغب، وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة وقد يمتنعون عن الحضور لشغل شاغل، أو عائق معوق، لكن شهود يوم القيامة صنف آخر من المخلوقات، يختلفون تمامًا عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوي، ولا يعرفون المجاملات، يؤمرون من خالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، لا تحتاج إلى إيضاح، عباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى تفصيل، كلهم يرفع راية: {أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْء} [فصلت: 21].
عباد الله، فلننتقل معكم في رحلة سريعة، نمر بها معكم على شهداء يوم القيامة.لعل هذه الرحلة، ترقق قلوبنا، وتذكرنا بمواقف سوف نمر عليها جميعًا وسوف تكون مواقف صعبة، للعصاة منا، والمخالفين منا لأوامر الله، والتاركين منا لبعض ما أوجبه الله علينا، فكل منا أدرى بنفسه وتقصيره من غيره.
فلنحاسب أنفسنا يا عباد الله، ونحن هنا في الدنيا، وفي الوقت متسع، وباب التوبة مفتوح، قبل أن يؤتى بالشهود، في يوم عسير، على الكافرين والفاسقين والمنافقين غير يسير.
فلنبادر بترك المنكرات، وترك ما نهى الله عنه، قبل أن يؤتى بشهود يوم القيامة، الذين لا تنفع معهم واسطة ولا محاباة لأحد.
أسأل الله U، أن يرحمني وإياكم في ذلك اليوم، وأن يعاملنا بلطفه ومنّه وكرمه، وأن يتجاوز عنا، وأن يسترنا، ولا يفضحنا بين الناس.
الشاهد الأول من شهود يوم القيامة: الأرض: نعم الأرض، يقول الله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ ٱلأرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا} [الزلزلة: 1-5]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ r: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟». قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا أَنْ تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا». (ضعيف؛ أحمد والترمذي وقال:حَسَنٌ غَرِيبٌ).
يا له من موقف صعب، ويا له من منظر مهول، الأرض، هذا المخلوق، الذي كان الإنسان يطؤه بقدمه في الدنيا، ويعمل عليه المعصية، دون أن يعلم بأن هذا الجماد الصامت سوف ينطقه الله يوم القيامة، ليكون شاهدًا له أو عليه، يشهد بكل ما رأى من زنا وتبرج وربا وقتل، وظلم وابتعاد عن الحكم بكتاب الله، والكذب والسرقة والغيبة والنميمة والقذف، وغيره مما يغضب الله، وكذلك تشهد بما حدث عليها من خير في جميع صوره، إنه منظر مرعب بعد أن يقوم الإنسان من قبره، فيرى تساقط النجوم، وتشقق الأرض وهي تخرج أثقالها، فيتساءل مرعوبًا: ما لها؟! ما لها؟ وإذا بالأصوات تنبعث من كل مكان من أرجائها، تتحدث بما فعل عليها من الخير أو الجريمة، فهل يتعظ الإنسان وهو يمشي على هذه الأرض، فهل يتقي الله المسلم وهو يطأ الأرض، فلا يفعل عليها إلا ما يرضي الله لكي تكون شاهدة على ذلك. {إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ ٱلأرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتًا لّيُرَوْاْ أَعْمَـٰلَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [سورة الزلزلة].
الشاهد الثاني من شهود يوم القيامة: الرسول. في ذلك اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات، وتتحطم كل موازين الدنيا، ويبقى ميزان الآخرة، هو وحده الذي يحكم ذلك الموقف، يشرف الرسول بالشهادة على المكذبين والعصاة من أمته، يقول تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـؤُلاء شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 41، 42].
يحشر الناس في ساحة العرض الواسعة، وكل أمة تكون حاضرة، وعلى كل أمة شهيد بأعمالها، وعندما يكون هؤلاء العصاة واقفون في الساحة ينتدب الرسول للشهادة، عندها تتمنى طوابير العصاة والمخالفين من كل أمة، يتمنى المرابون، والديوثون، والظالمون، والمتكبرون، والقائمون على إشاعة الفواحش بين الناس، والنمامون، والمغتابون، والمتهاونون في الصلوات، وغيرهم من أصحاب المعاصي، يتمنون أن تبتلعهم الأرض، ويهال عليهم التراب، حتى تسوى بهم الأرض، يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض، بل يتمنون أن يكونوا ترابًا لا قيمة لهم تطؤهم الأقدام، كما كانوا هم يطؤون رقاب عباد الله، ويلقون أوامر الله بالمخالفة، يتمنون كل ذلك، ولا يقفون ذلك الموقف المهين أمام الرسول ، وهو يشهد على معاصيهم.
الشاهد الثالث من شهود يوم القيامة: الأنبياء، فكما أن الرسول يشهد على أمته، كذلك كل رسول يشهد على أمته، بما فعلوا وأساؤوا يقول الله U: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [النحل: 84]، فلا مجال للاستعتاب ولا مجال للاعتذار، فاليوم يوم حساب وما هو بيوم استعتاب.
الشاهد الرابع من شهود يوم القيامة: الأشهاد، وهم الملائكة والرسل والعلماء: إذ يقول تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأشْهَادُ هَـؤُلاء ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} [هود: 18]، هذه الشهادة الجماعية، من الملائكة الذين كانوا يعبدون من دون الله، والرسل الذين كانوا يكذبون بما جاءوا به من الحق، والدعاة إلى الله الذين كانوا يكذبون، ويستهزئ بهم، يكونون هم يوم القيامة، أصحاب الموقف، وهم الأشهاد الذين يشهدون ويفضحون الكفرة، والمنافقين والمتحللين من الدين، والمجاهرين من العصاة على رؤوس الخلائق، كما في الحديث: {وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ -[وَأَمَّا الآخَرُونَ أَوِ الْكُفَّارُ]-، فَيَقُولُ الأَشْهَادُ -[فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ]-: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ، أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ». البخاري.
الشاهد الخامس من شهود يوم القيامة: الملكان، قال الله تعالى: {وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ} [ق: 21-23]. يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (أي: ملك يسوقه إلى المحشر، وملك يشهد عليه بأعماله) لم يكن يتوقع أن يحدث له هذا بل كان غافلاً عن هذا الموقف، وعندها يبدأ الشاهد، وهو القرين الذي لازمه طيلة حياته، يكتب عليه ما يلفظ وما يعمل وهو غافل عنه، وعن دقة كتابته، يبدأ بالشهادة أمام الله تعالى: {هَـٰذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ} [ق: 23]، قال مجاهد: (هذا كلام الملك السائق يقول: هذا ابن آدم الذي وكلتني به، قد أحضرته).
إنها مواقف تستحق أن يفكر الإنسان فيها كثيرًا، وإنها لشهادات، لابد للعاقل، أن يحسب لها ألف حساب، قبل أن يأتي، وإذا بالأوراق قد كشفت وبالأعمال قد أرصدت، وبالأشهاد وقد نطقت، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه. وجعلنا من الذين يستمعون القول، فيتعظون، ثم يتوبون، ثم يعملون صالحًا، ثم يقبضون على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. أقول قولي هذا...










الخطبة الثانية: أما بعد: أيها المسلمون، ومع كثرة الشهود يوم القيامة، إلا أن هناك صنفًا من الناس، الضالين، المتنكبين عن الصراط، لا يعترفون بشهادة أحد، ولا يقبلون شهادة الآخرين عليهم.
وإننا لنشاهد نماذج من هذا الصنف بيننا، لا يعترفون بأحد، وكل الناس في نظرهم أقل منهم، فهذا الصنف من البشر، لهم ما يصلح بحالهم وسلوكهم، هؤلاء يأتيهم الشاهد السادس من شهود يوم القيامة. وهي جوارحهم، سمعهم وأبصارهم وجلودهم، لتكون شاهدًا عليهم، وهناك تكون المفاجأة لهم. يقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَـٰرُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْء وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَـٰرُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 19-22]، فكل من خالف ما أمر الله به، في أي أمر من الأمور، فهو داخل تحت مسمى أعداء الله، وهكذا يجتمع الملايين من الإنس والجن تحت هذا المسمى {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [فصلت: 19]. يسوقهم الله تعالى بسلطانه، الذي لا سلطان لأحد في ذلك اليوم إلا هو، يسوقهم إلى أرض المحشر، لكي يقدموا بعد ذلك على النار التي طالما اشتاقت لأجسادهم التي لم تطمئن بذكر الله، ولكنها أُترعت بذكر الشيطان، اشتاقت لإذابة قلوبهم التي لم تلين بآيات القرآن، فلا تذيبها إلا النار. يساقون ويدفعون: {يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: 13]، بإهانة وذلة واحتقار، لأنهم استهانوا بأوامر الله عز وجل في الدنيا، حتى إذا ما جاؤوها ووصلوا إلى النار، واستعدوا للحساب قبل الاقتحام يسألهم الجليل عن نعمه عليهم، في الدنيا وماذا فعلوا بها، كما جاء في صحيح مسلم مساءلة الرب جل وعلا لأحد هؤلاء العصاة، قبل أن يقذف في النار، يقول له الرب تبارك وتعالى: ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع، فيقول: أي رب، آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: ها هنا إذن، ثم يقول الآن نبعث شاهدًا عليك، فيستنكر في نفسه، من ذا الذي يشهد عليه.
إنه يحسب أنه استطاع خداع الله بمثل هذا الجواب، وظن أنه مازال ذلك الإنسان الذي كان يشتري شهادة الآخرين، ويرغبهم بالمال، ليكتموا جرائمه وفساده إنه يتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه، وإذا به يفاجأ بختم فمه، واستنطاق جوارحه، فيقال لفخذه: انطقي، كما في صحيح مسلم، فتنطق، فخذه ولحمه وعظامه بعمله، {ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوٰهِهِمْ وَتُكَلّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [يس: 65]. يقول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَـٰرُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [فصلت: 20]. فعندما تنبعث الأصوات من كل مكان في جسد ذلك العاصي، وهو يرى بعينه، ويسمع بأذنه ما لم يكن يتوقعه، وما لا عهد له به ولا يستطيع الكلام، فقد ختم على فمه، فيداه تشهد، وسمعه يشهد، وبصره يشهد، وفخذه تشهد، وعظامه تشهد، وجلده يشهد، وهو مضطرب لا يستطيع الكلام لهول المنظر، الذي يراه ولا يكاد يصدقه، حتى إذا خُلّي بينه وبين الكلام قال مخاطبًا جلده {لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا} [فصلت: 21]، وإذا بالجلود ترد عليهم {أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْء} [فصلت: 21]، ثم يزيد الموقف سوءًا عندما يسمعون التوبيخ من جلودهم {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَـٰرُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]، وعندها لا يستطيع إجابة جوارحه إلا بالعتاب الذي لا ينفع في ذلك اليوم العصيب.
أيها المسلمون، إن هذه الجوارح التي هي بإمرتنا، وتحت تصرفنا في هذه الدنيا، سنفقد السيطرة عليها في الآخرة، فإما أن تكون شاهدة علينا بخير، وإما أن تكون شاهدة علينا بشر.
فاتقوا الله أيها المسلمون في جوارحكم وأعضائكم إنها ستنطق غدًا أمام الله عز وجل، وتكون الفضيحة هناك، كم من نظرة محرمة أطلقتها في شاشة ملونة، ستنطق عينك بها، كم من خطوة مشيتها في معصية الله ستنطق رجلك بها، كم أشياء أخذتها وقبضتها بيدك، وأنت تعلم أنها ليست لك، ستنطق بها يدك. كم من اتفاقيات ومعاهدات، وقعتها أيدي وهي تعلم أنها تخالف مراد الله عز وجل، ستشهد على أصحابها هناك.
كم من ريالات دخلت بطون أناس، ظلمًا وعدوانًا، جورًا واحتيالاً، سينطق أعضائهم بها. وكم وكم وكم، أمور وأمور، وأشياء وأشياء نُعمل هذه الجوارح بها، وننسى أنها ستشهد علينا.
أيها المسلمون، وبعد هذه السلسلة من الشهود، التي لا مفر للعبد منها، لا يملك العصاة أمام هذه الشهادات المتوالية، إلا أن يشهدوا هم على أنفسهم.
وهذا هو الشاهد السابع من شهود يوم القيامة وهو شهادة الإنسان على نفسه.
قال الله تعالى: {يَـٰمَعْشَرَ ٱلْجِنّ وَٱلإنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَـٰتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَـٰفِرِينَ} [الأنعام: 130]، ويقول U في آية أخرى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَـٰفِرِينَ} [الأعراف: 37].
هل هناك ذلة وخزي بعد هذا، شهادة الإنسان على نفسه، لماذا يوصل الإنسان نفسه إلى هذا الحد، وهو بإمكانه، إلا يحرج نفسه، لكنها شهوة المعاصي، والتساهل بالمعاصي نتيجتها هي هذه.
إذًا فليتحمل الإنسان شهادة كل هؤلاء الشهود عليه.إذا لم يفكر في نفسه الآن.
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَـٰهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ لاَ يَسْتَوِى أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ} [الحشر: 18-20].
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shababwbanat.ahlamontada.com
 
شهود يوم القيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأشهاد يوم القيامة
» علامة من علامات يوم القيامة
» سورة القيامة تلاوة مؤثرة
»  عقوبة تارك الصلاة ..6 في الدنيا ..3 عند الموت ..3 في القبر ..3 يوم القيامة
» عندما توزن اعمال العباد يوم القيامة اذا رجحت الحسنات على السيئات بحسنة دخل الجنة فماذا عن السيئات التي عملها هل يحاسب عليها ام ماذا؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الإسلامي :: قسم الحديث الشريف-
انتقل الى: