في البداية بدا وكأنه سيطلق عليها اسم "فاتح الشهية" في دولة إيطاليا المحبة للطعام ، ولكن أحدث مباريات الظهيرة أو وقت الغداء في الدوري الإيطالي أمس الأحد لم تكن "مهضومة" على الإطلاق سواء بالنسبة للاعبين أو للجماهير.
ولم تشهد مباراة الظهيرة الأولى بالموسم التي جرت في الثانية عشرة والنصف ظهرا يوم الأحد قبل الماضي بين بريشيا وباليرمو في شمال إيطاليا أي مشاكل.
ولكن مدينة باري الجنوبية لم تكن المكان الأمثل على الإطلاق لاستضافة مباراة الأحد الماضي بين فريق المدينة وضيفه كالياري.
فمع بلوغ درجة الحرارة نحو 30 درجة مئوية ووصول معدل الرطوبة إلى ذروته تحول استاد "سان نيكولا" في باري إلى غرفة ساونا (بخار) بالنسبة للجماهير واللاعبين الذين ظلوا يتصببون عرقا طوال اللقاء.
وكان الأسوأ حالا بين لاعبي الفريقين هما أليكس بيناردي وروبرت أكوافريسكا لاعبا كالياري اللذين شعرا بالتعب وطلبا استبدالهما فيما بين شوطي المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي حيث يبدو أنهما لم يتمكنا من تناول المعجنات على الإفطار عندما استيقظا من النوم يوم المباراة.
وقال بييرباولو بيسولي مدرب كالياري: "لقد تناول بيناردي وأكوافريسكا الخبز المحمص على الإفطار وفيما بين شوطي المباراة اشتكا اللاعبان من آلام المعدة .. لا أشتبه في أي شيء من جانب اللاعبين لأنني أتفهم أنه من الغريب أن نلعب في توقيت كهذا ولكننا سنكون أكثر حذرا في المرة المقبلة".
وأضاف بيسولي: "اضطررت لإجراء تغييرين فيما بين شوطي المباراة ، وبالتالي لم يسر اللقاء بالطريقة التي أردتها".
وبعدما استعاد لاعبو باري وعيهم بأخذ حمام بعد التعادل القاتم كانت كلمات مدرب الفريق جامبييرو فينتورا أكثر قسوة من بيسولي.
وقال فينتورا: "أتفهم احتياجات التليفزيون وأتفهم متطلبات الاستثمار ولكن هذا أمر مخز .. فاللعب في هذا التوقيت بمدينة باري خلال منتصف أيلول/سبتمبر في درجة حرارة بلغت 35 درجة مئوية ومعدل رطوبة بلغ 90 بالمئة يعني التصرف بخسة مع اللاعبين والجماهير".
وأضاف : "يقولون إن هذه المباراة شاهدتها الجماهير الصينية ولكن لو كان باري وكالياري لعبا في وقت مختلف لكانا قدما عرضا أفضل بكثير".
وظهر كلا الفريقين بمستوى رائع في مباراتيهما الأوليين بالموسم الجديد من الدوري الإيطالي حيث تغلب باري على يوفنتوس 1/ صفر بينما سحق كالياري روما 5/1 .
ولكن في مباراة الأحد لم يتوقع أحد أن يحافظ أي من الفريقين على سرعته في الأداء تحت أشعة الشمس الحارقة التي أجبرت اللاعبين على شرب لترات من المشروبات التي كان يمدهم بها الجهازان الفنيان للفريقين.
كما جاءت شكاوى أخرى من رئيس كالياري ماسيمو تشيللينو الذي شجع اللاعبين على الإضراب اعتراضا على موعد مباريات الظهيرة بدلا من الإضراب الذي يتم التخطيط له الآن اعتراضا على الصيغة الجديدة لعقود اللاعبين.
وقال تشيللينو: "كانت مذبحة بالنسبة للاعبين اليوم .. إننا لا نعترض على متطلبات البث التليفزيوني ولكن هذا الأمر يجب إعادة النظر فيه".
وربما يود تشيللينو مناقشة هذه المسألة في رابطة أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي التي يتولى فيها منصب نائب الرئيس.
وأبرم الدوري الإيطالي هذا الموسم صفقة مع شبكة سكاي التليفزيونية بقيمة 15ر1 مليار يورو لنقل مباريات البطولة في الموسمين المقبلين.
وكان من بين أسباب تقديم موعد مباراة الأحد إلى موعد الغداء في ساعة الظهيرة هو أن يدخل الدوري الإيطالي في المنافسة مع سوق التليفزيون العالمي مع نظيره الإنجليزي الذي بدأ يقيم مباراة واحدة في موعد مبكر قبل أعوام قليلة.
وحققت المباراة المبكرة في الدوري الإنجليزي نجاحا كبيرا ويوم السبت المقبل يلتقي مانشستر سيتي مع المتصدر تشيلسي في الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة بتوقيت جرينتش ضمن منافسات الأسبوع السادس من المسابقة.
أما في إيطاليا فسيحاول المتأهل تشيزينا ونابولي يوم الأحد المقبل نيل إعجاب الجماهير الصينية وغيرها من الجماهير الأخرى حول العالم بشكل أفضل مما فعل باري وكالياري أمس الأول ، وقد ينجح الفريقان حقا في تقديم مباراة جيدة يوم الأحد بما أن الطقس في مدينة تشيزينا الشمالية أقل حرارة على أي حال من باري.
السبت سبتمبر 25, 2010 10:17 am