أكد المخرج مازن سعيد أنه بدأ العمل على فيلم عسكرى تم اختيار "كبريت" اسما مبدئيا له مع المخرج خضر محمد خضر، وجاءتهما فكرة الفيلم بعدما اختفت الأفلام التى تبرز بطولات شعبنا ورجاله الشجعان وبعد ما شكك العديد فى أن نصر أكتوبر جاء صدفة وأنه لو لم يتم وقف إطلاق النار لحسمت الحرب لصالح إسرائيل، ومن هنا قرر المخرجان عمل فيلم عن أحد المعارك التى دارت على أرض سيناء وهى معركة "كبريت" لإظهار مدى بسالة جنودنا وشجاعتهم ولإظهار حقيقة النصر الذى راح فى سبيله أرواح العديد.
وتعد معركة كبريت من أكثر المعارك التى أظهرت بسالة وجدية المقاتل العربى المصرى أثناء حرب أكتوبر، وظهر ذلك فى صمودهم أمام الحصار والذى كان أطول حصار خلال الحرب، حيث كانت مهمة الكتيبتين 601 و603 محددة فى إشغال العدو والتمويه والتصدى له عند منطقة الممرات وتحديدا ممرا متلا والجدى، وبدأت عملية الاقتحام فى هذا الوقت باقتحام البحيرات المرة الصغرى تحت غطاء من نيران المدفعية والقصف الجوى المصرى فى الواحدة والنصف ظهرا، أى قبل العبور بنصف ساعة ثم التحرك شرقا على طريق الطاسة ثم طريق الممرات بهدف الاستيلاء على المدخل الغربى لممر متلا، مضت الكتيبة نحو الممرات، كان الهدف هو منع العدو القادم من التقدم إلى سيناء وكانت مهمة كتيبة أن تتحرك باتجاه ممر متلا والأخرى تتحرك باتجاه ممر الجدى.
وكان هذا الموقع الذى تمت إقامته فى "كبريت" يتحمل الموجات الانفجارية لجميع أنواع القنابل حتى ألف رطل، وكان يتوفر داخل النقطة إمكانات الاكتفاء الذاتى لمدة شهر ويزيد، وغرفة عمليات جراحية كاملة التجهيز وكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية، وقد وصلت معلومات للقيادة العامة للقوات المسلحة تفيد بأن الإسرائيليين بدأوا فى تجميع قواتهم نحو نقطة كبريت للقيام بعملية اختراق عميق للقوات المصرية، وكانت النقطة القوية فى كبريت لم تسقط بعد فى العبور الأول، فكلفت الكتيبة 603 مشاه باقتحام هذه النقطة والاستيلاء عليها، وبالفعل فى تمام الساعة 6:30 من يوم التاسع من أكتوبر تحركت الكتيبة فى اتجاه كبريت، وكانت الخطة تقضى باستغلال نيران المدفعية والدبابات لاقتحام الموقع من اتجاهى الشرق والجنوب بسرية مشاة، فى الوقت الذى تقوم باقى وحدات الكتيبة بعزل وحصار من جميع الاتجاهات لمنع تقدم قوات احتياطى العدو الإسرائيلى، تمت مهاجمة النقطة القوية واقتحامها الساعة 9:30 من نفس اليوم.
استشهد معظم أفراد الكتيبة وعلى رأسهم المقدم إبراهيم عبد التواب الذى استشهد فى يوم 14 يناير 1974 وحينما شعر الإسرائيليون باستشهاده، لم تخرج طلقة واحدة بعد ذلك فى ذلك اليوم للتعبير عن احترامهم لاستبسال هذا الرجل فى الدفاع عن موقعه.
وظلت الكتيبة صامدة فى موقعها لمدة 114 يوما حتى جاء يوم 20 فبراير 1974 وانسحبت إسرائيل إلى خط المضايق الجبلية تنفيذا لاتفاقية فك الاشتباك ورفع الحصار عن الموقع.