كشفت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بعنوان (النساء مرتكبات جرائم القتل العمد) أن المصريات أصبحن الأكثر ضربا لأزواجهن على مستوى العالم ضربا يتفاوت فى جسامته ودوافعه ومع ذلك يظل اعتداء بدنيا .
وبحسب ما ورد فى صحيفة (الشروق) فان هذه هى المرة الأولى التى تصل فيها المرأة المصرية إلى رأس قائمة العنف الزوجى التى تفوقت فيها حتى على الأمريكيات اللاتى جئن فى المركز الثانى بنسبة 23٪، ومن بعدهما الهند بفارق شاسع فالنسبة هناك 11٪.
وذكر احد الازواج انه قد تبادل فى احيان كثيرة هو وزوجته الضرب وقد انتهى الامر بعد ذلك فى قسم الشرطة أو المستشفى وهو ما يجدر بنا التوقف أمامه خاصة أن المرأة بطبيعتها ليست أقل ميلا لاستخدام العنف البدنى، كما تؤكد الخبيرة النفسية داليا الشيمى مدرس علم النفس بجامعة القاهرة للاستشارات النفسية ربما تفضل النساء العنف السلبى بمعنى تدبير المكائد واستخدام طرق غير مباشرة بدلا من الضرب لذلك فهذه الصدارة فى الدراسة جديرة بالتحليل.
ومن اللافت فيما أوردته الدراسة أن النسب الأعلى لممارسات ضرب الزوجات لأزواجهن تكون فى الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى أما فى الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلى 18% فقط لكن الدراسة نفسها أشارت إلى أن ذلك فارقا إحصائيا بمعنى أن الطبقات الاجتماعية الأعلى تكون أكثرصراحة وشجاعة فى الاعتراف بوقوع الضرب بالتالى يسهل تسجيل حالات الضرب.
وتورد الدراسة نفسها أن ضرب الزوجات لأزواجهن يتفاوت بين ضرب المزاج الذى يعطى شعورا بالألفة بين الزوجين ويجد كثير من الأزواج متعة فيه والضرب الدفاعى الذى ترد به الزوجة على عنف جسدى غالبا أو لفظى من زوجها والضرب الانتقامى الذى يعقب اكتشافها خيانته لها أو يكون تنفيسا عن ضغوط كثيرة مارسها الزوج عليها ولم تستطع الرد عليها أولا بأول، إضافة إلى نوع رابع هو ضرب الزوج الماسوشى الذى يستمتع بضرب زوجته له حتى لو شكا من ذلك!
ويقول حازم الذى يعمل بإحدى شركات العقارات انه قد تعرض للضرب من زوجته مرات متكررة رغم ذلك يستثنيها من هؤلاء الزوجات اللائى تناولتهن الدراسة مؤكدا أنها زوجة وأم مثالية مستدركا لكن مشكلتها هى العصبية الزائدة وأثناء ثورتها تقذف الزوجة حازم بما أمامها من أشياء فى هيستيريا كما يقول وبسبب ذلك تعرض حازم عدة مرات لخدوش فى ذراعيه وكدمات فى جسده وتفسيره لسلوك زوجته العنيف هو تدليلها الزائد من جانب أبويها.
ويظل الزوج الشاب محتفظا بأمل تغير سلوكها العنيففمنذ فترة بدأت تراوده فكرة اصطحابها إلى الطبيب النفسى لكننى لا أضمن ردة فعلها إذا فاتحتها فى الأمر وتستغرب داليا الشيمى موقف حازم ففى تقدير الخبيرة النفسية أن تقبل الرجل لضرب زوجته حتى لو كان محدودا بأوقات عصبيتها أمر غير طبيعى وتعزى الخبيرة النفسية ذلك إلى تغير مفاهيم الرجولة التى تجعله لا يشعر باهتزاز هيبته رغم تعرضه للإيذاء البدنى.
بينما تتوجه الأنظار إلى عدة جمعيات أهلية تضع على لافتاتها عبارة قضايا الرجل متصورة أن ظهورها مرتبط بالأعداد المتزايدة للأزواج المتعرضين للعنف يظل هذا الضرب نقطة صغيرة على خارطة عملها فيما تضع هذه الجمعيات أجندة أكثر شمولية من العنف البدنى.
وقد ظهرت أولى الجمعيات المهتمة بشئون الرجل قبل عشر سنوات من خلال مساعى للأستاذ طارق إمام بتأسيس جمعية سماها الحرية لأصدقاء الرجل، التى اختارت مناصرة الرجال عموما حتى غير المتعرضين للعنف الزوجى واستهدفت تأسيس مراكز طبية لأمراض الذكورة تحيطها السرية وتخصيص يوم للرجل وتعديل ما تعتبره الجمعية تشريعات تتسبب فى حرمان الرجال من حقوقهم دون التطرق لمسألة عنف الزوجات بشكل واضح وهى الأهداف التى تسببت فى رفض وزارة الشئون الاجتماعية ترخيص وإشهار الجمعية بوصفها تتخذ أهدافا تخرج عن أهداف الجمعيات المماثلة ولم يتم تسجيلها إلا بحكم من القضاء الإدارى عام 2006.
ويذكر ان جمعيات مساندة الرجال استمرت فى الظهور محتفظة بأهداف مشابهة لما هو قائم بالفعل فتأسست عام 2007 جمعية سى السيد التى تجاوز عدد أعضائها 600 عضو من بينهم 23 امرأة ولم تطرح أى من هذه المؤسسات المدنية فكرة تخدم الزوج المتعرض للضرب تحديدا أو تنفذ دراسة تخصه.