عدد المساهمات : 2022 تاريخ التسجيل : 08/04/2010 العمر : 32 الموقع : body_body8809
موضوع: الوسواس المرضي والاجهاد... بين الضرر والفائدة الخميس أبريل 14, 2011 12:58 pm
الوسواس المرضي والاجهاد... بين الضرر والفائدة
شبكة النبأ: كثيرا ما تتردد على ذهن الكثير من الأطباء عبارة "يا إلهي إنه هو أو هي مرة أخرى"، وذلك عندما يعود إليه مريض أو مريضة بسرعة في غرفة الفحص يشكو من أعراض أكثر غموضا. فقبل أسبوع ربما كانوا يشعرون بآلام صدر شديدة من إشتباه في نوبة قلبية ، والآن صداع يمكن أن يكون مؤشرا على ورم بالمخ.
ولا يعني عدم وجود شئ خطأ من الناحية البدنية في المريض وحسب أن هذه الأعراض تكون مختلقة. ولكن على العكس. فالمريض بحق لديه مشكلة خطيرة أنها بالتحديد الوسواس المرضي أو التوهم بالمرض أو إضطراب صحي حاد. وفي حين أن المخاوف الصحية يمكن أن تكون ضرورية من أجل البقاء ، فإن المصابين بالوسواس المرضي يميلون إلى تفسير إحاسيس أو متاعب جسمانية عادية على إنها بوادر مرض عضال.
حيث يقول أوته هابيل عضو الرابطة الألمانية لعلم النفس الجسماني والعلاج النفسي والعصبي "إنهم "يسببون كوارث" لأنفسهم. وحسبما تقول ماريا جروباليس الطبيبة النفسانية في معهد علم النفس بجامعة ماينز فإن تفسير المتوهمين بالمرض للأعراض التي يشعرون بها تذهب إلى الإتجاه الخاطئ. وتجلب زيارات الطبيب إعادة الطمأنينة ولكن لفترة قصيرة فقط.
ثم يبدأ المرضى في التشكك في إنهم لا يوجد شئ خطأ بهم ، وتطلق الأعراض الجديدة مخاوف جديدة يتبعها المزيد من الزيارات للأطباء. وأشار توماس جايرتنر كبير الأطباء في عيادة سيشوين للطب النفسي في باد أرولسين إلي أن " الزيارات تصبح إدمانا".
والخوف من المرض هو نوع من إختلال على شكل وساوس والذي لا يمكن معه تفسير أي أعراض جسمانية بشكل كامل بأنها إعتلال جسماني محدد. وقال جايرتنر إن أكثر الناس عرضة للخطر بشكل خاص هم الذين لديهم إحساس كبير من الإدراك و"يقظة الجسم" وتلعب الأمراض السابقة وخاصة الى أصيب بها المقربون منهم في الغالب دورا أيضا.
وكما تشرح جروباليس فإن مرضى الوسواس المرضي لديهم صعوبة في التوافق مع المشاعر السلبية "وأحيانا تنبع مخاوفهم من التوتر الشديد". وقال جايرتنر إنه بالنسبة للذين يدخلون في علاج نفسي فمن المهم أن يكونوا متأكدين بأنهم "ليسوا مجانين".
وأشارت جروباليس إلى أن القلق المستمر على صحة الإنسان هو حالة قهرية للغاية. وقالت "من الطبيعي أن مرضى الوسواس المرضي في الحقيقة يخجلون من مشاكلهم" وأحد أسباب ذلك إنهم يزورون العديد من الأطباء المختلفين. وتصف هابيل هذه العادة بأنها " إدمان الطبيب".
وغالبا ما تمر السنون قبل أن يتلقى مرضى التوهم بالمرض العلاج السليم. في ذلك الوقت يكونوا قد قاموا بملحمة من زيارات الأطباء وأحيانا يخضعون لإجراءات تشخيص مؤلمة. وللتغلب على مخاوفهم يجب أولا أن يعترفوا بأنهم يعانون من إضطراب نفسي.
ويعالج الإضطراب بعلاج سلوكي إدراكي والذي فيه "يلعب إعادة تشكيل الإدراك" جزءا هاما. وقالت هابيل إن المرضى يجب أن يدركوا إنه من الطبيعي تماما بالنسبة للجسم أن يتفاعل مع الأشياء. فعلى سبيل المثال فإن التوتر يمكن أن يثير الشعور المفاجئ بالضعف والفرح يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب.
ويتدرب مرضى العلاج السلوكي الإدراكي على التحكم في مخاوفهم وان تكون نسبية . وإحدى الوسائل التي تستخدمها جروباليس هي جعل المرضي يضعون قائمة بالأدلة المؤيدة والأخرى المعارضة لشكوكهم: "ما الدليل على أنني مريض؟ وما الدليل على أنني غير مريض؟" وهذا يهدف إلى تحديد الأدلة التي أعطيت وزنا أكبر أو وزنا أقل.
وقال جايرتنر مع إحترام الأسباب الممكنة "إن الوراثة يحتمل أن تكون عاملا قليل الأهمية في توهم المرض من الإضطرابات الأخرى". وتلعب العوامل الخارجية دورا أكبر ويمكن أن تتضمن تجارب مؤسفة مثل وفاة شخص محبوب أو التشخيص الطبي الخاطئ أو وجود آباء يخافون أو يعتنون بشكل زائد ودائما ما يتوقعون الأسوأ كما تقول هابيل.
رياضة التأمل يمكن أن تطيل العمر
الى ذلك أكدت دراسة تناولت رياضة التأمل والاسترخاء أن ممارستها يمكن فعلاً أن يساعد على إطالة العمر، إذ سُجل ارتفع في نسب الأنزيمات المرافقة عادة لأجساد الأشخاص من ذوي الأعمار الطويلة لدى ممارسي هذه الرياضة، بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء ممارستهم لها.
وذكرت الدراسة التي عمل عليها الباحث طوني جايكوب في جامعة كاليفورنيا، أن هذه النتائج قائمة على عملية رصد مركزة لثلاثين شخصاً مارسوا التأمل على مدار ست ساعات طوال ثلاثة أشهر في جبال كولورادو المنعزلة، حيث تركوا عقولهم تسرح دون اكتراث للهموم، مع طغيان لمشاعر الحب والتعاطف مع الآخرين.
وبنهاية الرصد، اتضح لجايكوب أن نشاط أنزيم "تيلوميريس" تزايد بنسبة 30 في المائة لدى الذين مارسوا التأمل مقارنة بالأشخاص العاديين، وفقاً لمجلة "تايم." بحسب السي ان ان.
وتكمن أهمية أنزيم "تيلوميريس" في كونه المسؤول عن إصلاح الخلل الذي يطرأ على الكروموزمات في الخلايا البشرية، ومع كل انقسام للخلية، يضعف أداء هذا الأنزيم ويتوقف عن إصلاح الخلايا وتجديدها، وهو الأمر الذي يعتقد العلماء أنه يسبب الشيخوخة والموت في نهاية المطاف.
من جانبها، قال إليزابيث بلاكبيرن، التي سبق أن نالت جائزة نوبل لأبحاثها حول أنزيم " تيلوميريس،" إن هناك "أمراً دفع هذا الأنزيم لزيادة نشاطه بعد الاسترخاء والتأمل،" وأضافت: "لقد أحدث التأمل الكثير من التغيير بالسلوك النفسي وحتى بالشكل الخارجي للأشخاص."
غير أن بعض الأطباء طالبوا بإجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الاكتشاف قبل تقديم خلاصات طبية حازمة، فرغم أن أنزيم " تيلوميريس" يساعد الخلايا على تجديد نفسها واستعادة شبابها، إلا أن المستويات المرتفعة منه كثيراً ما تترافق مع أمراض مثل السرطان الذي يدفع الخلايا إلى الانقسام على نفسها دون نهاية.
الجنس والطعام اللذيذ يقيان من التوتر العصبي
فيما جزمت دراسة تناولت أمراض التوتر والقلق المفرط، بأن التأثيرات الإيجابية للمتعة الناجمة عن ممارسة الجنس أو تناول الأطعمة المفضلة، لا تقتصر على منح السرور للناس على المدى القصير، بل يمكن لها أن تقضي على أشكال التوتر وتعوق ردود الفعل القلقة الصادرة عن الدماغ.
وأكد باحثون في جامعة سنسيناتي الأمريكية، أن الشعور بالرضا الناجم عن المتعة الحسية يمكن أن يمتد لفترات طويلة تصل إلى أسبوع كامل.
وقال يوفان أولريش لي، كبير الباحثين العاملين على الدراسة: "هذه النتائج كفيلة بأن تشرح لنا أسباب إقدام البعض على تناول الطعام بشراهة خلال فترات التوتر."
واضاف: "ولكن ما يجب معرفته هو أن الدراسة أكدت بأن كمية صغيرة من الطعام كفيلة بمنح المرء الشعور اللازم بالرضا والفرح."
وبالعودة إلى الدراسة، فقد أعتمدت اسلوب تقديم محلول السكر للفئران في المختبر لمرتين في اليوم، ولفترة وصلت إلى أسبوعين، وجرى بعد ذلك قياس استجاباتها العقلية والجسدية لعوامل التوتر. بحسب السي ان ان.
وأكدت النتائج أن أجسام الفئران التي تناولت المحلول السكري أفرزت هرمونات التوتر بشكل أقل بكثير من الفئران التي ظلت على نظامها الغذائي العادي. وقد أظهرت الفئران التي أتيح لها ممارسة الجنس نتائج مماثلة مقارنة بالفئران التي حرمت من المتعة الجنسية.
ولتأكيد أن هذه الخلاصة مرتبطة بتذوق الأطعمة المحببة وليس بالسعرات الحرارية الناتجة عنها، قام العلماء بضخ المحلول السكري لبعض الفئران مباشرة إلى المعدة، ولوحظ عندها أن ردود فعلها كانت مشابهة لردود الفئران التي لم تتناول المحلول قط.
أما وسائل قياس ردود فعل الفئران على العوامل المسببة للتوتر، فقد جرى قياسها عبر مسح الدماغ للبحث عن النشاطات الزائدة في أجزاء تعرف باسم Basolateral amygdale أو BLA.
مفتاح لحذف الذكريات المؤلمة
في سياق متصل عثر علماء في مخ الفئران على مؤشر على آلية لإلغاء الذكريات المؤلمة. كما وصف الباحثون تحت إشراف روجر كليم و ريتشارد هوجانير من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز بمدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند الأمريكية في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "ساينس" البريطانية "نافذة في المخ تتم فيها عملية مسح الذكريات الحزينة بنجاح كبير". وأظهرت دراسات سابقة إمكانية مسح الذكريات المؤلمة من الذاكرة من خلال التدريب ولكنهم لم يعرفوا على وجه الدقة ما يحدث في المخ أثناء عملية
المسح. فعلى افتراض أن جنديا أصيب في انفجار قنبلة أثناء الحرب وسمع مع الانفجار صوت أجراس كنيسة فإنه يظل يعاني نفسيا بعد تعافيه صحيا كلما سمع صوت الأجراس لأنها تذكره بالانفجار. وفي هذه الحالة يقوم الطبيب النفسي خلال عملية المسح تعريض المريض مرات ومرات لصوت الأجراس حتى ينسى المخ الربط بين هذا الصوت وصوت الانفجار الذي تعرض له الجندي. بحسب وكالة الانباء الألمانية.
وكانت عملية المسح تتم في دراسات سابقة عن الحيوان لفترة قصيرة فقط وربما محيت للأبد وكان من أحد العوامل التي يتوقف عليها نجاح العملية عمر الحيوان الذي تعرض للذكرى المؤلمة ولكن أيضا طول الوقت بين تعرض الحيوان لهذه الذكرى للمرة الأولى ومحاولة مسحها.
وأجرى الباحثان كليم و ريتشارد تجاربهما على كل من الفئران التي عرضت للصدمة والفئران التي تركت في هدوء وجرت دراسة سلوك فئران كل مجموعة وفحص مخها بدقة فتبين أن نشاط مستقبلات "امبا" في منطقة اللوزة بالدماغ يزداد بعيد تعريض الفئران للصدمة. ويعتقد العلماء أن هذه المنطقة بالمخ هي المسئولة أيضا عن التغلب على المخاوف.
ورغم أن تزايد نشاط هذه المستقبلات يستمر نحو أسبوع فقط وهي الفترة التي نجح خلالها الباحثون في علاج الذكريات المؤلمة إلا أنه تبين للباحثين خلال فحص مخ الفئران إمكانية إلغاء التغيرات التي طرأت على الخلايا العصبية التي نتجت عن الحدث المحزن.
وحسب الباحثين فإن الدراسة أظهرت حدوث تغيرات في المخ بعد تخزينه إحدى الذكريات التي تجعل مضمون الذاكرة القصيرة يتغير بشدة. كما ترجح البيانات التي توصل إليها العلماء أن المخ يتعامل مع الذكريات في الذاكرة القصيرة والطويلة بشكل مختلف. ويأمل الباحثون في أن تساعد هذه النتائج الجديدة في تطوير علاج أفضل للاضطرابات الناتجة عن الخوف.
الضوء الأزرق
كما أكدت دراسة دولية أن الضوء الأزرق يساعد المخ على استيعاب مشاعر الآخرين وأن وجود هذا الضوء يسهل عملية التواصل العاطفي أكثر من الضوء التقليدي. وحسب الدراسة التي نشرت اليوم في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم فإن وجود الضوء الأزرق يعزز تواصل مناطق المخ المسئولة عن استيعاب المشاعر.
قام الباحثون تحت إشراف البروفيسور فانديفاله من جامعة لوتيش البلجيكية بتعريض 17 متطوعا سليما لوسط من الضوء الأزرق والأخضر بشكل متبادل وفصل بين المرحلتين بظلام كامل. وبينما كان يتم تعريض المتطوعين للضوء كان الباحثون يعرضون عليهم مقاطع لغوية سمعية مختلفة تشتمل على كلمات غير ذات مغزى تتلى عليهم تارة بنبرة محايدة وتارة بنبرة غاضبة.
وحتى لا يركز المتطوعون على نبرة الصوت بشكل أكثر من اللازم كان عليهم أن يذكروا خلال التجربة ما إذا كان الصوت المسموع لرجل أم لامرأة وتم مراقبة وظيفة المخ أثناء التجربة من خلال أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي التي يستطيع العلماء من خلالها معرفة نشاط مناطق المخ. وأوضحت هذه الصور وجود علاقة وظيفية قوية بين مركز اللغة و لوزة الدماغ ومنطقة الحصين بالمخ. وتعتبر منطقة لوزة الدماغ و منطقة الحصين جزئين من النظام الليمفاوي وهو جزء من المخ مسئول عن تقييم المشاعر.
ومن المعروف من خلال دراسات سابقة أن وسط الضوء الأزرق بشكل خاص يمكن أن يؤثر على عمليات في المخ مثل عملية إفراز الهورمونات ودرجة حرارة الجسم والنوم والانتباه والتعرف على الأحداث المحيطة. بحسب وكالة الانباء الألمانية.
أما هذه الدراسة فتبين أن لون الوسط يغير أيضا قدرة المخ على استيعاب المشاعر. ويأمل العلماء من خلال هذه المعلومات تحسين استخدام الضوء في علاج حالات الاكتئاب الشتوي وغيرها من حالات سوء المزاج. كما يأمل الباحثون في دراسة تأثير الضوء الأزرق على مكان العمل.
تفسير الأحلام إلكترونيا
من جانبه قال باحث أمريكي إن عملية تسجيل الأحلام "ممكنة" مع تمكن العلماء من تطوير جهاز قادر على تسجيل مستوى أعلى من نشاط الدماغ، وهو يخطط حاليا لتسجيل الأحلام وتفسيرها إلكترونيا.
ففي دراسة جديدة نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" العلمية المتخصصة، قال الدكتور موران سيرف، العالم الذي يشرف على المشروع: "نود أن نقرأ أحلام الناس".
وأضاف الباحث الأمريكي قائلا إن الهدف من وراء المشروع ليس التطفل والإزعاج، بل نشر فهمنا للكيفية التي يحلم بها البشر وسبب حدوث الأحلام.
وتلفت الدراسة الجديدة إلى حقيقة أن البشر ظلوا مسحورين عبر العصور والقرون بالأحلام وما تعنيه، إذ كان المصريون القدماء يعتقدون أنها "رسائل من الإله".
واستخدم علم تحليل الأحلام مؤخرا من قبل علماء النفس كأداة لفهم العقل الباطن، أو العقل عندما يكون في حالة اللاوعي. لكن السبيل الوحيد للبشر لتفسير أحلامهم هو سؤال أشخاص آخرين عن موضوع تلك الأحلام بعد أن يستيقظوا من نومهم.
وقال الدكتور سيرف إن الهدف النهائي لمشروعه هو تطوير نظام يمكِّن علماء النفس من التثبت من العلاقة بين ما يتذكره الأشخاص عن أحلامهم وبين التصور الإلكتروني لنشاطهم الدماغي.
وأضاف قائلا: "لا يوجد جواب واضح للسؤال القائل لماذا يحلم الناس؟ وأحد الأسئلة التي نريد الإجابة عنها هو متى سنحقق حقيقة هذا الحلم؟" بحسب البي بي سي.
وقد بنى الدكتور سيرف مزاعمه بشأن قدرته على تسجيل وتفسير الأحلام على دراسة مبدئية تشير إلى أن نشاط الخلايا الدماغية للفرد، أو نشاط أعصابه، مرتبط بأشياء وبمفاهيم محددة.
فعلى سبيل المثال، وجد الدكتور سيرت أثناء قيام فريقه بالدراسة الميدانية أنه عندما يفكر أحد المتطوعين لإجراء الاختبارات عليهم بمارلين مونرو، فإن عصبا محددا بعينه يتنبه ويصدر ضوءا على الشاشة.
وأثناء الدراسة عرض فريق الباحثين على مجموعة المتطوعين سلسلة من الصور، وقد استطاع الدكتور سيرف وزملاؤه على أثر ذلك تحديد الأعصاب المرتبطة بطيف واسع من الأشياء والمفاهيم.
وقد استخدم الباحثون لاحقا هذه الأشياء والمفاهيم لبناء قاعدة معلومات لكل متطوع، وتضمنت القائمة صورا للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية الأمريكية الحالية هيلاري كلينتون، ومشاهر آخرين، ومعالم بارزة مثل برج إيفل.
ولدى مراقبة أي من الأعصاب يُضاء على الشاشة ومتى يحدث ذلك، رأى الدكتور سيرف إنه يستطيع أن يقرأ، وبشكل فعَّال، ما يدور بذهن كل متطوع.
ويقر الدكتور سيرف بأن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تُترجم هذه النتيجة البسيطة إلى واقع ملموس عبر اختراع جهاز يقوم بتسجيل الأحلام، أو نوع من "لاقط الأحلام". إلا أنه يعتقد أن ذلك أمر ممكن، وهو راغب بمحاولة تحقيق مثل هذا الحلم.
أمَّا بشأن الخطوة التالية، فيقول الدكتور سيرف إنها ستكون مراقبة نشاط الدماغ لدى المتطوعين أثناء النوم.
وعند ذلك، سوف يتمكن الباحثون من تحديد الصور والمفاهيم المرتبطة بتلك المخزنة في قاعدة المعلومات لديهم، والتي يمكن نظريا بناؤها، مثلا، من خلال مراقبة النشاط العصبي للمتطوع أثناء مشاهدته فيلما.
من جهته، عبَّر الدكتور رودريج أونر، وهو مختص بعلم النفس العيادي وخبير بموضوع الأحلام، عن اعتقاده بأن مثل هذا التصور المحدود عن الأحلام قد يتحول إلى مصدر اهتمام حقيقي للأكاديميين.
لكنه قال إنه لن يساعد في الواقع على تفسير الأحلام، ولن يُستخدم كوسيلة للعلاج، مضيفا بقوله: "من أجل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى السرد الكامل والمعقد للحلم".
لكن هنالك ثمة صعوبة أخرى اعترضت الباحثين وتمثلت بنوع التقنية التي كان يتعين اتباعها للحصول على الدرجة المطلوبة من الدقة لمراقبة أعصاب الأشخاص.
فقد اضطر الباحثون لزراعة أجهزة كهربائية صغيرة (أقطاب كهربائية أو إلكترودات) في مناطق عميقة من أدمغة المرضى المتطوعين عبر عمل جراحي معقد.
الإجهاد ينشط الذاكرة
من جهة اخرى أظهرت دراسة جديدة أن الإجهاد قد يحسّن الذاكرة العادية، مما سيساعد فهم العلماء لمرض توتر ما بعد الحوادث أو الصدمات وقد يوفر سبيلاً لمعالجته.
وذكر موقع "يورك الرت" الأميركي أن الدراسة التي أجراها الباحثون في أكاديمية العلوم التشيكية والمركز الطبي في جامعة نيويورك، وجامعة روكفلر، على الجرذان توصلت إلى أن الإجهاد يمكن أن يكون طريقة لتحسين الذاكرة العادية وغير المرتبطة بالأمر الذي تسبب بالإجهاد.
وقال أحد المسؤولين عن الدراسة في جامعة "نيويورك"، اندريه فنتون إن "نتائجنا تظهر أن الإجهاد يمكن أن ينشط الذاكرة، حتى وإن لم تكن هذه الذاكرة مرتبطة بالتجربة المسببة للإجهاد".
وأضاف أن المسألة بحاجة لمزيد من التحقيقات لمعرفة إن كانت تأثيرات الإجهاد على الذاكرة يمكن أن تسلط الضوء على توتر ما بعد الحوادث أو الصدمات وأمراض نفسية أخرى تتعلق بالإجهاد".
وأشار الباحثون إلى أن نتائج دراستهم تظهر بأن إعادة تنشيط الذاكرات غير المرتبطة بالحادثة المسببة للإجهاد عند الجرذان، دفعت بهم إلى وضع فرضية أن توتر ما بعد الصدمات عند البشر قد يعيد تنشيط الذاكرات غير المتعلقة بالحادثة.
وبحسب الدراسة، يعتقد كل إنسان أن توقع مستقبله أصعب من التنبؤ بمستقبل الآخرين ويرى أن عدد الخيارات التي يمكن التنبؤ بها لمستقبله أكثر من الخيارات الخاصة بمستقبل الآخرين، مما يجعله أقل قدرة على الاختيار بين هذه الاحتمالات لكثرتها. كما ذكرت أن الإنسان يعتقد أن نواياه وأمانيه هي التي تصنع سلوكه بشكل رئيسي.
غير أن الباحثين لم يجيبوا في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم عن السؤال بشأن ما إذا كان الإنسان يمتلك إرادة حرة في الاصل، ولكنهم أكدوا أن إدراك الإرادة الحرة يختلف باختلاف ما إذا كان الإنسان يحكم على مستقبله الشخصي أو مستقبل الآخرين.
قام الباحثان اميلي برونين و ماثيو كوجلر، من جامعة برينستون، خلال التجربة الأولى بإعطاء 50 طالبا استمارات استبيان وطلبوا من بعضهم أن يجيبوا عن أسئلة عن مدى قدرتهم على التنبؤ بأحداث خاصة بمستقبلهم ومن البعض الآخر الإجابة عن أسئلة عن أحداث خاصة بمستقبل آخرين كانوا يعيشون معهم في سكن طلابي، على سبيل المثال.
كان من بين الأسئلة، على سبيل المثال، واحد عما إذا كان الطالب قد توقع أنه سيلتحق بجامعة برينستون.
وذكر الطلاب تنبؤاتهم على شكل مؤشر من سبع مراحل يبدأ من مرحلة "لم يكن متوقعا أبدا" وينتهي بمرحلة "كان متوقعا تماما".
تبين من خلال الاستبيان أن الطلاب الذين شملهم الاستطلاع أكدوا أن قدرتهم على التنبؤ بأحداث خاصة في حياتهم كان أقل من تنبؤهم بأحداث خاصة بالطلاب الذين كانوا يسكنون معهم في غرفة واحدة. وانطبق ذلك من ناحية المبدأ على أحداث ماضية وأحداث مستقبلة على السواء.
وفي استطلاع ثان، أجري بين موظفي أحد المطاعم، تبين أن المشاركين في الاستطلاع كانوا يرون خيارات واحتمالات لحياتهم أكثر من الاحتمالات التي رجحوها بالنسبة لزملائهم في العمل حيث توقع المشاركون في الاستطلاع أن يظل زملاؤهم في نفس المكان ونفس العمل خلال عشر سنوات في حين أنهم تنبؤوا بحدوث تغيرات في حياتهم الشخضية.
تنبأ المشاركون في الاستطلاع، ليس فقط بالتعرض لأحداث سعيدة، بل أيضا لأحداث سيئة. ورأوا أن قدرهم "ليس محددا سلفا".
وفي تجربة ثالثة، أوضح الباحثون أن المشاركين في التجربة يعتقدون أن رغباتهم ونواياهم الداخلية بالدرجة الأولى هي التي توجه تصرفهم، في حين أن الآخرين الذين يسكنون معهم تحركهم ظروف خارجية و سماتهم الشخصية غير القابلة للتغيير تماما.
ومن الأسباب التي رجحها الباحثون وراء هذا التباين، ميل الإنسان لمراقبة ذاته. فبينما يعرف الإنسان مشاعره ودوافعه وأفكاره جيدا، فإن الكثير من ذلك يظل غامضا للآخرين مما يجعلهم يجدون صعوبة في الوصول لأسباب اتخاذ الإنسان قرار أو آخر.
كما رجح الباحثون أن تتفاوت قدرة الإنسان على حكمه على مدى حرية إرادة الآخرين كلما زاد معرفة ببواطن نفوس هؤلاء. وأكدوا رغبتهم في معرفة ما إذا كان شعور الإنسان بحريته يتغير مع تقدم سنه.