هل تبقّى الكثير لنقف على آخر محطات أحلامنا ؟ أم سنبقى في صراع طويل مع ما نبحث عنه وما اختفى منا داخل دفتي كتاب القدر؟
وهل تلك الأمواج التي حملتنا جيلاً بعد جيل على مراكب الرحيل ورمت بنا إلى المجهول ستعود يوماً بأرواحنا إلى أوطانها وتحمل بقايا أجسادنا إليها ؟ أم سنستمر بالتجوال على مرافيء الكون بلا روح أو قلب أو جسد؟؟؟
ألم يأن الأوان لأن نعانق الحق الذي أسروه طويلاً داخل أقبية الظلم وجعلونا نقدم القرابين من دمائنا لنحصل عليه؟
ألن تهدأ أعاصير الشّرعن تحطيم معابدنا وتشويه صلواتنا وتدمير كرامتنا وقطع أوصالنا وحرق قيمنا والعبث بتاريخنا ؟
وهل تلك الذئاب التي تعوي في ليل وطننا الجريح وتثير الخوف والفزع في أروقة مدننا المتشحة بردائها الأسود ستكف عن إثارة الشغب والتعطش للقتل وتنجلي عن أرضنا المقدسة؟
أم أن هذا الليل الذي حملها إلينا على أجنحة غربان الموت والفناء والاستعباد سيطول وستعلو أصواتها المرعبة حتى تصم أسماعنا فلا نعود نسمع سوى صراخ من يسقطون في هاوية الردى ووسط أوحال المصير الرهيب ؟
إنها أسئلة للحياة التي لم تنصفنا والتي أحاطتنا بجدران من حجارة الأحزان والفراق واليأس والاغتراب وقدمتنا أضاحي ليستمر غيرنا في العيش وأطفأت نور الحرية في فضائنا لتنيره على من لايستحقون الحياة لبشاعة ماارتكبوه في حق الإنسانية على مرّالعصور؟!!!!
فهل ستنصفنا الحياة يوماً وتلّون لوحة أحزاننا بالنور والفرح؟؟