محمد محمود عضو جديد بس عسل
الابراج :
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 03/08/2010 العمر : 29
| موضوع: الاعتكاف آداب وأحكام الجمعة يوليو 01, 2011 7:20 am | |
| الحمد لله رب العالمين, الملك الحق المبين, الحمد لله معزِّ من أطاعه واتقاه, ومذل من عصاه وخالف أمره, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الكرام، أما بعد:فإن مما يشرع من العبادات في شهر رمضان المبارك عبادة الاعتكاف في المساجد طاعة لله - تبارك وتعالى -, وسيكون الكلام على الاعتكاف كالتالي:أولاً: الاعتكاف في اللغة والاصطلاح:لغة: يقال: عَكَف على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكوفاً: أَقبل عليه مُواظِباً لا يَصْرِفُ عنه وجهه، وقيل: أقام، ومنه قوله - تعالى -: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ}1 أَي: يُقيمون، ومنه قوله - تعالى -: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا}2 أَي مُقيماً، وأيضاً بمعنى: لزم المكان، والعُكُوفُ الإقامةُ في المسجد، قال اللّه - تعالى -: {وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}3 قال المفسرون وغيرهم من أَهل اللغة: عاكِفون: مُقيمون في المساجد لا يخْرُجون منها إلا لحاجة الإنسان، يُصلّي فيه، ويقرأُ القرآن، ويقال لمن لازَمَ المسجد وأَقام على العِبادة فيه عاكف ومُعْتَكِفٌ، والاعْتِكافُ والعُكوف الإقامةُ على الشيء وبالمكان ولزُومهم4.واصطلاحاً: هو المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة5.ثانياً: حكمه ومشروعيته:الاعتكاف سنة مؤكدة لما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعتكف في رمضان فقد ورد عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأَواخر من رمضان"6، وعن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده"7, ولا يكون الاعتكاف واجباً إلا إذا نذر به الإنسان وذلك لما ثبت عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أَن عمر سأَل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كنت نذرت في الجاهلية أَن أَعتكف ليلة في المسجد الحرام, قال: ((فأَوف بنذركَ))"8 قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى -: "الاعتكاف سنة بالإجماع، ولا يجب إلا بالنذر بالإجماع، ويستحب الإكثار منه، ويستحب ويتأكد استحبابه في العشر الأواخر من شهر رمضان"9؛ وقال ابن المنذر - رحمه الله -: "أجمع أهل العلم على أن الاعتكاف سنة لا يجب على الناس فرضاً، إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذراً؛ فيجب عليه"10, ومما يدل على أنه سنة: "فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومداومته عليه تقرباً إلى الله - تعالى -، وطلباً لثوابه، واعتكاف أزواجه معه ومن بعده، ويدل على أنه غير واجب: أن أصحابه لم يعتكفوا، ولا أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - به إلا من أراده"11.ثالثاً: آداب الاعتكاف:وللاعتكاف آداب عدة منها ما يلي:1- يستحب للمعتكف الاشتغال بطاعة الله - تعالى - كذكره، وقراءة القرآن، ومذاكرة العلم لأنه أدعى لحصول المقصود من الاعتكاف.2- الصيام: فإن الاعتكاف مع الصيام أفضل وأقوى على كسر شهوة النفس، وجمع الخاطر، وصفاء النفس.3- أن يكون الاعتكاف في المسجد الجامع، وهو الذي تقام فيه الجمعة.4- أن لا يتكلم إلا لخير، فلا يشتم، ولا ينطق بغيبة، ونميمة، أو لغو من الكلام12.ومن الآداب ما ذكر ابن قدامة المقدسي - رحمه الله -: "يستحب للمعتكف التشاغل بالصلاة، وتلاوة القرآن، وذكر الله - تعالى -، ونحو ذلك من الطاعات المحضة، ويجتنب ما لا يعينه من الأقوال والأفعال، ولا يكثر الكلام لأن من كثر كلامه كثر سقطه، وفي الحديث: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))13, ويجتنب الجدال، والمراء، والسباب، والفحش؛ فإن ذلك مكروه في غير الاعتكاف؛ ففيه أولى، ولا يبطل الاعتكاف بشيء من ذلك"14.رابعاً: مفسدات الاعتكاف:1- الجماع عمداً ولو بدون إنزال, وذلك لقول الله - تبارك وتعالى -: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}15, وأما المباشرة من غير جماع كاللمس والقبلة فلا تُبطل الاعتكاف إلا إذا أنزل.2- الخروج عمداً من المسجد لغير حاجة.3- الردة والسكر، والجنون, أما كون الردة مفسدة للاعتكاف فلقول الله - تبارك وتعالى -: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}16, وذلك لأن صاحبها قد مرق من الدين؛ ومن شروط الاعتكاف الإيمان بالله - تبارك وتعالى -، وأما بالنسبة للسكر والجنون فلأنه صار بغير عقل لأن السُكر يزيل العقل, أما المجنون فإنه غير مكلف أصلاً.4- الحيض والنفاس لأن ذلك ينافي اللبث في المسجد.نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يعيننا على طاعته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجنبنا معصيته والزلل, والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه | |
|