من «اثقل» المباريات على المتفرج مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع او كما يطلق عليها مواجهة الخاسرين، فما الفائدة من لعب مباراة لن تصل بأحد الفريقين الى اللقب؟ فإن لم تكن في المركز الاول فإن الثاني والثالث والرابع والخامس سواء، ففي منافسات الكرة اذا لم تكن «رأسا» فلن يذكرك احد وفي كأس العالم لا يقولون من حصل على المركز الثالث؟ انما يبحثون عن صاحب اللقب فإن خسرت هولندا من اسبانيا في نهائي الغد فلن يشفع لها تميزها طوال البطولة، وان خسرت اسبانيا فلن ينفعها لقب ملوك الاستحواذ وحده فالملك الحقيقي هو من يرفع كأس العالم عاليا.
في مونديال 1982 في اسبانيا كانت فرنسا بطلة غير متوجة بعدما كانت افضل الفرق فنيا بقيادة نجمها اللامع ميشيل بلاتيني وخسرت من المانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي، ولعبت بعدها مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بدون «نفس» وخسرت من پولندا 23، ومن المؤكد ان حصول صاحب المركز الثالث على جائزة مادية كبيرة سوف يرفع من حدة المنافسة في مباراة المركزين الثالث والرابع ولكن المشاهد لا يتلمس فيها ما يشبع غروره، لذلك يعزف الكثيرون عن متابعتها.
في اول بطولة للعالم عام 1930 والتي استضافتها عاصمة الاوروغواي «مونتفيديو» منحت اميركا ويوغسلافيا مقعد المركز الثالث مناصفة، وجاءت المانيا «ثالثة» اعوام 1934 و1970 و2006، فيما حققت البرازيل والسويد وپولندا وفرنسا المركز الثالث مرتين، ومرة واحدة كل من النمسا وتشيلي والبرتغال وايطاليا وكرواتيا وتركيا، فيما سجلت كوريا الجنوبية حضورا مدهشا في مونديال 2002 واقصت منتخبات قوية مثل اسبانيا وايطاليا والبرتغال لكنها خسرت مباراة الثالث والرابع من تركيا 2 3.
في مباراة اليوم بين المانيا واوروغواي ستكون المواجهة بين ميروسلاف كلوزه ودييغو فورلان ولكل منهما 4 اهداف من اجل المنافسة على لقب الهداف والذي يتصدره خصما النهائي دافيد فيا وويسلي سنايدر (5) اهداف، ويتفوق فورلان على منافسه بأن اهدافه سجلت بطريقة جميلة ومن تسديدات متقنة، في حين ان المجموعة الالمانية خدمت كلوزه وقربته من معادلة رقم النجم البرازيلي السابق رونالدو (15) هدفا، فهل يتمكن كلوزه (14) هدفا من تسجيل رقم جديد ام ينصف التاريخ النجم البرازيلي حتى مونديال 2014؟