في إحدى افتتاحيات الغارديان تعليق عن تأثير فوز اسبانيا بكأس العالم لكرة القدم في وضعها الداخلي. ففرحة النصر قد لا تخفي الشرخ القومي في اسبانيا. وترى الصحيفة البريطانية أن هذا الفوز قد وحد الاسبان... بمناسبة الاحتفال بالحدث التاريخي. ولكن لا ينبغي توقع أن تحمل الكأس الدواء لكل ما تعانيه اسبانيا من أعراض الانقسام والدعوات الانفصالية.
فقبيل انطلاق المباراة النهائية – تلاحظ الصحيفة - بدا الفرق في ترديد النشيد الوطني للمنتخبين واضحا. فبينما تميز أداء الهولنديين بالحيوية، ظهر الاسبان كما لو كانوا يغمغمون. ولم يكن ذلك تعبيرا عن احتجاج، بقدر ما كان عنوانا على هوية مرتبكة. فالنشيد يكاد أن يكون موسيقى من دون كلمات بعد أن شطب على معظم كلماته باعتبارها إرثا من حقبة الجنرال فرانكو، يتضارب مع التوجه الديموقراطي. وهو لهذا انعكاس للوضع الاسباني: اتحاد في الواجهة، لا يكاد يخفي غياب اتفاق على مضمون هذه الوحدة. وتعتقد الصحيفة أن احتفال الشعب الاسباني بالكأس قد لا يفلح في محو شروخ سياسية عميقة، ترسم الحدود الداخلية لخريطة البلاد.
ولدعم رأيها تذكر الصحيفة بالمسيرة الحاشدة التي جابت شوارع العاصمة الكتالونية برشلونة في أواخر الأسبوع الماضي للاحتجاج على قرار قضائي قضى بأن دستور البلاد لا يعترف بأي كيان آخر في اسبانيا.
«إن اسبانيا في حاجة إلى أكثر من مباراة لتجاوز تناقضاتها القومية»، تقول الصحيفة قبل أن تختم افتتاحيتها بشيء من التفاؤل. وفي هذا السياق تعتبر الصحيفة أن رب ضارة نافعة. والضرر هنا هو الأزمة التي تكبس على أنفاس الاقتصاد الاسباني، أما المنافع فتكمن في عدم قدرة الأقاليم الإسبانية على مواجهة الأزمة بمفردها.