[img][/img]
زواج البنت من زوج أمها حرام مطلقاً د. علي جمعة الربيبة هي التي يقوم بتربيتها زوج أمها
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه..
سؤال قد ورد إلينا نجيب عليه في ذلك الموقع "بص وطل":ما
حكم زواج البنت من زوج أمها بعد أن طلّق هذه الأم وفارقها وانفصل عنها،
علماً بأنه هو مَن قام بتربية هذه البنت حين كان زوج أمّها؟
حرّم
الله سبحانه وتعالى في كتابه وحرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنّته
أن يتزوّج مَن دخل بامرأة وكانت لها بنت من غيره أن يتزوّج بهذه البنت،
فهذا الأب أو هذا الزوج صار أباً لتلك البنت كأنه أبوها وهو ليس أباها بل
أبوها رجل آخر، ولكنه زوج أمها لكنه أصبح في الشريعة أباً لها.
ولذلك
ترى الإنجليز وهم يُعبّرون عن هذا الزوج بأنه father in low يعني أب في
القانون، وكأن هذا -زوج الأم- أصبح أباً في شريعة المسلمين لا يجوز له أن
يتزوّج من ربيبته، والربيبة جاءت من أنه قام بتربيتها، ولكن هذا قيد غير
معتبر بل إنها حتى لو كانت بعيدة عنه فإنه يَحرُم عليه أيضاً أن يتزوّجها.
فلو
تزوّج أحدهم امرأة في القاهرة وبنتها كانت مع أبيها في أسيوط، ثم بعد ذلك
ماتت تلك المرأة أو طلّقها، فإن هذا الرجل الذي تزوّج تلك المرأة لا يجوز
له أن يتزوّج بتلك الفتاة البعيدة عنه وعن تربيته التي كانت كبيرة حينما
تزوّج أمها ولم تكن طفلة قد تربّت في حِجره وفي بيته وتحت رعايته ونظره، بل
إنها كانت بعيدة تعدّ أيضاً ربيبة له.
والربيبة حرّمها الله سبحانه وتعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ}، إذن فإذا دخلت بامرأة فإن ربيبتي منها تحرُم عليّ؛ لأنني أصبحت كالأب لهذه البنت.
وكلمة
ربيبة قال العلماء خرجت مخرج الغالب يعني غالباً، عندما أتزوّج وتكون لها
بنت أن تتربّى في بيتي ومعي، ولكن ليس دائماً؛ لأن هذه البنت التي كانت في
أسيوط لم تتربَّ معي وبالرغم من ذلك لم تعد كلمة ربيبة التي جاءت من
التربية قيداً معتبراً في هذه الآية، بل اعتُبِرت قيداً أغلبياً؛ لأن غالب
الناس تكون هيئتهم كذلك، فإذا كانت بعيدة عني فهي حرام عليّ أيضاً، وعلى
ذلك فحكم زواج البنت من زوج أمها حرام مطلقاً؛ لأنه أصبح أباً لها.
سؤال آخر:لو رفض الأب عريساً لابنته؛ بسبب عدم قدرة هذا العريس مادياً، وبعد موت الأب أصبح العريس قادراً.. فهل يجوز أن يوافق عليه الأهل؟
نعم
يجوز أن يوافق عليه الأهل، حيث إن حاله قد تغيّر، وحتى الأب الذي كان يرى
من وجهة نظره أن هذا العريس غير مناسب مات، وأصبحت الولاية في يد أخيها أو
عمها أو جدّها حسب الأحوال.
ولذلك قد تختلف وجهات نظر الأولياء، ولا
يلزم شرعاً أن نتقيّد بما كان عليه الأب رحمه الله، خاصة وفي السؤال يظهر
جليًّا أن الحال قد تغيّر، وأن الأب الذي كان رءوفاً ورحيماً على ابنته من
أجل عدم القدرة على الصرف من هذا العريس والقيام بواجبات الأسرة قد تغيّر
وأصبح العريس قادراً والحمد لله، ولذلك فلا بأس من أن تتزوّج هذه البنت من
هذا العريس.
إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،،