أسدل ستار الجولة الثانية في دوري زين السعودي للمحترفين بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، ولم تخل الجولة من الإثارة والندية والمفاجآت، كان أبرزها خسارة الشباب من التعاون بـ4-1، فيما كانت المفاجأة الثانية والأقل وطأة قلب الاتفاق خسارته إلى فوز كبير على حساب الأهلي 3-4، لا سيما وأن الثاني كان متوهجاً ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف مقابل هدف في شوط المباراة الأول.
وشهدت الجولة الثانية 8 مباريات كان نصيب الأسد منها 6 انتصارات على حساب تعادل يتيم، وهي الجولة التي حظيت بلقب جولة (الأربعات)، إذ نجحت فرق الاتفاق والنصر والتعاون بتحقيقها انتصارات بأربعة أهداف لكل منهم على حساب الأهلي والفتح والشباب.
فيما جاء مجموع أهداف الجولة 29 هدفاً، حيث نجح اللاعبون المحليون في تسجيل 19 هدفاً، فيما تمكن المحترفون الأجانب في تسجيل 10 أهداف، وتفوقت القدم اليمنى على جارتها اليسرى وجاء نصيب الأسد لمصلحتها بواقع 18 هدفاً، بينما القدم اليسرى بواقع 6 أهداف، و5 أهداف بالرأس.
فيما سحب اللاعبون عماد الحوسني (الأهلي)، وموسى الشمري (الرائد)، ومحمد السهلاوي (النصر)، ومحمد الراشد (التعاون)؛ بساط التهديف من مهاجمين بارزين في الأندية السعودية، ونجح هذا الرباعي في تسجيل هدفين لكل منهم وضعتهم في صدارة الهدافين في الجولة الثانية.
ويظل هدف لاعب النصر إبراهيم غالب الأسرع في دوري زين السعودي للمحترفين في نسخته الجديدة، عندما تمكن من تسجيل هدف في مرمى الفتح في الدقيقة الرابعة.
التحكيم وأخطاؤه كان أقل وطأة في هذه الجولة عن الجولة الماضية، ولعل اللافت لقضاة الملاعب في الجولة الثانية خروج 9 بطاقات صفراء أشهرها للحكم خالد الزهراني في مقابلة الاتفاق والأهلي.
وشهدت الجولة ثلاث ركلات جزاء جميعها ترجمت إلى أهداف، سجل الأولى للنصر محمد السهلاوي أمام الفتح، وسجل الثانية للتعاون بدر الخميس أمام الشباب، وسجل الثالثة تياغو نيفيز للهلال أمام الحزم.
فيما اعتبر هجوم الاتفاق والنصر والتعاون الأقوى، فيما جاء هجوم الحزم والفيصلي الأسوأ بدون أهداف، ويظل دفاع الهلال والاتحاد الأقوى بدليل نظافة مرمى فريقيهما من الأهداف، فيما جاء الدفاع لفريق الأهلي والفتح والشباب الأسوأ، ويتربع الرائد على عرش المسابقة لأول مرة في تاريخه، ويتذيل الشباب القائمة في فاجعة لجماهيره.
وأكد الكاتب السعودي والمحلل الفني محمد الشيخ لـ"العربية.نت" أن الجولة الثانية بدأت تفرز ملامح الفرق الجادة في المنافسة على لقب دوري زين السعودي للمحترفين، قائلاً: "الجولة الثانية أفرزت وكشفت عن حقيقة استعداد حقيقي لمسابقة الدوري، في نفس الوقت عن بروز فرق أخرى كانت حبيسة الظل، وتابعنا تألق الرائد ومواصلة انتصاراته في الجولتين الأولى والثانية ونجح في هزيمة نجران، وكذلك التعاون كان حاضراً بقوة أمام الهلال في الجولة الأولى على رغم الخسارة، لكنه كان أروع حالاً أمام الشباب مع أني أرى أن خسارة الشباب غير مفاجئة سوى أن ثقل النتيجة هو المفاجئ".
وأضاف الشيخ: "يبدو أن ملامح المنافسة على اللقب ستظهر سريعاً، وبنظرة سريعة فإن خسارة الأهلي أمام الاتفاق أعطت مؤشراً أولياً على عدم قدرته في المنافسة على الدوري، وأظهرت تواضع الأهلي في محاوره ودفاعه، ولا يبعد حال الاتفاق كثيراً عنه. وعلى الرغم من فوزه إلا أنه يعاني كثيراً في مستوى العناصر في حراسة المرمى وخط دفاعه ومحوره بتواجد البرازيلي لازورني الذي لا يمكن أن يلبي طموحات أنصار وصناع القرار الاتفاقي، وكذلك هو الحال أمام الشباب إذ أني أرى أن خسارته أمام التعاون رسمت ملامح خروجه من دائرة المنافسة على لقب الاستحقاق".
وأشاد الشيخ بالنصر تحضيراً وفنياً وأثنى كثيراً على مدربه وقال: "في هذا الموسم النصر قادر فعلياً على الدخول في معترك منافسة حقيقية على لقب الدوري، إضافة إلى وجود مدربه الإيطالي والتر زينجا الذي أرى أنه مدرب تكتيكي من الدرجة الأولى إلى جانب أن الفريق يمتلك عناصر فنية جيدة".
وعلى رغم المشاكل الإدارية التي يمر بها الاتحاد إلا أن الكاتب السعودي أثنى عليه: "على الرغم من المشاكل التي عصفت به إدارياً إلا أن نجاح مسيرو النادي في فصل القدم عن المشاكل جعل الفريق يتفوق في المباراتين الماضيتين وتجلت بصمة مدربه البرتغالي جوزيه مانويل، ومع ذلك إلا أن الفريق لم يعط مؤشراً حقيقياً للمنافسة".
وأكد الشيخ أن التحكيم في جولته الثانية لم يدخل الاعتبار الحقيقي ولم يدخل الصبغة التنافسية أو في دائرة المباريات الحساسة، ومع ذلك حدثت أخطاء في الجولة الأولى والثانية، أبرزها تجاوز حكم مباراة الاتفاق والأهلي عباس إبراهيم عن خطأ متعمد ارتكبه مهاجم الفريق الضيف مالك معاذ لمدافع المستضيف تيجالي. هذه المخالفة وإن كانت بسيطة ولكن في حال تكررها غير مرة قد تؤدي إلى انفجار، ومع ذلك أنا متفائل نسبياً في ظل وجود رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، وإن كان الأخير لا ينزل الميدان ويحكم المباريات".
وأردف المحلل الرياضي محمد الشيخ: "هذه الجولة لم تقدم اللاعبين المعروفين وأفرزت أسماء جديدة، فإذا كان المعروف محمد السهلاوي قدم حضوره فإن موسى الشمري من الرائد ومحمد الراشد من التعاون وعماد الحوسني من الأهلي قدموا حضورهم في شكل لافت للأنظار، كما أحب أن أؤكد أن كم الأهداف التي سجلها المهاجمون لا تدل على قوة الهجوم، وإنما على ضعف النواحي الدفاعية، ففي كأس أوروبا وكأس العالم لا توجد هذه الأرقام من الأهداف إلا نادر،ً فالإسبان لم يكن هجومهم ناري عندما توجوا باللقب العالمي وإنما كان دفاعهم قوي، لذلك على الأندية السعودية أن تعيد حساباتها في دفاعاتها وأن لا تنصاغ إلى المقولة المشهورة (خير وسيلة للدفاع الهجوم) فتلك المقولة تلاشت في عصر كرة القدم الحديثة".
وعن حراس الجولة الثانية، أشار الشيخ إلى أن نسبة ارتفاع الأهداف توحي بتواضع حراس المرمى والدفاع في آن واحد، ولو نظرنا إلى حراس المرمى محمد خوجه وياسر المسيليم ووليد عبدالله جميعهم سبق لهم حراسة مرمى المنتخب السعودي، ومع ذلك كانت لهم أخطاء فادحة وولجت مرماهم أكبر نسبة من الأهداف، وليس من الظريف وغير المبرر اللعب على حكاية الجابولاني".
وختم محمد الشيخ: "تحقيق الدوري يأتي من بوابة النواحي الفنية والإدارية، وعلى الهلال والاتحاد توخي الحذر في ذلك، فالثاني في الموسم الماضي كان يعاني من مشاكل في إدارة الدكتور خالد المرزوقي أثرت على معطيات الفريق وحل وصيفاً لبطل الدوري، والهلال في هذا الموسم ما لم يصحح مشاكله مع إيريك غريتس والجهاز الطبي ومسألة ياسر القحطاني الشائكة وجملة قضايا أخرى مبعثرة، إذ على إدارته أن تسارع في حل تلك الإشكاليات، وإلا فإن الفريق سيدخل في نفق مظلم".