تعم حالة من الاستياء جميع أبناء محافظة قنا بسبب مسلسل شيخ العرب همام أحد أبرز الشخصيات التاريخية والذى يمثل قيمة كبيرة لأهالى الصعيد.
حالة من الاستياء تعم الجميع بمحافظة قنا بسبب مسلسل شيخ العرب همام أحد أبرز الشخصيات التاريخية والذي يمثل قيمة كبيرة لأهالي الصعيد وخاصة أبناء قبائل الهوارة بجميع بطونها من (همامية وقليعات ووشيشات وبلابيش ونجميه وسماعنة) وغيرهم من القبائل، وتحديدا قرية فرشوط التى استعدت لاستقبال القائمين على المسلسل وبالفعل جاء المؤلف والمخرج والفنان الكبير يحيى الفخرانى للتعرف على أبناء العائلة ورؤية الوثائق التاريخية والأماكن التى عاش فيها شيخ العرب همام ولم يبخل أبناء العائلة على أحد منهم بمعلومة أو حتى بوثائق لتدعيم قيمة المسلسل الذى سيكون له الأثر فى معرفة الناس بشخصية تاريخية عظيمة مثل شيخ العرب همام القائد العظيم الذى أعلن العصيان على سياسة المماليك وإذلالهم للشعب المصرى، وطالب بحق المصريين فى حكم مصر.
وجاءت الصدمة للجميع فأحداث المسلسل لا تمت للحقيقة بصلة وتشوه صورة جدهم الأمير همام بن يوسف، وتجرده تماماً من شخصيته التاريخية المؤرخ عنها فى جميع كتب التاريخ. وتساءل الجميع: من أين أتى المؤلف عبد الرحيم كمال بكل هذه المواقف التى تعمد فيها إهانة شخصية كبيرة مثل شيخ العرب همام وكذلك أحفاده من بعده ومدى أهمية هذه المشاهد فى سياق الدراما فالمؤلف يعرف جيدا أن المجتمع الصعيدى والقبلى بمحافظة قنا له طبيعة خاصة.
والمشاهد المسيئة لشيخ العرب همام بالمسلسل لن تمر مرور الكرام خاصة لما يحمله أحفاد همام من مكانة بين أبناء محافظة قنا فعقب كل حلقة تنشب الكثير من المشادات بسبب أحداث المسلسل التى تسىء إلى همام وعائلته وكذلك ابنة شقيقته التى تظهر عاشقة لقاطع طريق والتى اعتبرها أحفاد همام منتهى الإهانة لبنات العائلة .
ومما زاد من تعقيد الأمور ظهور الشيخ يوسف يحمل فى رأسه حشرات وكذلك معظم أحداث الحلقات التى يظهر فيها همام القائد العظيم الذى أسس جمهورية الصعيد شغله الشاغل فقط الاهتمام بزوجته صالحة وورد اليمن الزوجة الثانية التى لا يعرف أحد عنها شيئا وكذلك انسياق أبناء الصعيد وراء الشعوذة والسحر لحل مشاكلهم العائلية هذا بالإضافة إلى الأخطاء التاريخية والمغالطات فى أشقاء همام وأولاد عمه والذى استغل هذه الأحداث عدد من المتربصين لإثارة الفتنة بين أحفاد همام والعائلات الأخرى.
واتهم أبناء الهوارة المؤلف بأنه فقط يريد أن يثير الفتنة والإساءة لقبيلة لها تاريخها وحاضرها وتعمد أن يسىء لأحفاد همام مستندين إلى أن الحبكة الدرامية والنجاح الجماهيرى للمسلسل كانت الشغل الشاغل لصناع هذا العمل الفنى دون النظر للأبعاد التاريخية والإجتماعية ولواقع الصعيد الذى ينظر للأعمال الفنية التاريخية على أنها وثيقة تاريخية ورسمية معترف بها دون النظر للضرورات الفنية والحبكة الدرامية ومساحة التخيل داخل العمل الفنى مما يكون له أكبر الأثر فى ضرب ثوابت وقواعد رصينة بالصعيد ويمكن لمثل هذا العمل أن يتسبب فى إحراق الأخضر واليابس إذا بدأ مشعلو الفتن فى الحرائق.
وانتقلت بعض المواقف والكلمات داخل المسلسل إلى (معايرة وتلقيح) لأحفاد آخر ملوك الصعيد والمصري الوحيد الذى كان يحكم ويحمى الصعيد قاطبة فى الوقت التى كانت فى مصر من أقصاها إلى أدنها تحت قبضة وحكم العبيد والمماليك.