لاشك أن «زهرة» قد نجحت في اجتذاب المشاهدين، وبطريقة بعيدة عن الإعجاب بالمسلسل، فقد اجتذبت «زهرة» المشاهد باستفزازه، فقد تابع المشاهد «زهرة» ليري ما وراء هذه المفترية التي افترت علي كل من قابلتهم، وفي نفس الوقت يجري وراءها جميع الرجال، وكأنها آخر نساء العالم.. يتابعها ليري ما وجهة نظر صناع المسلسل في أن «زهرة» غلبانة وإنسانة كما قالوا في أغنية التتر، وما سر تمسك الجميع بها، ولكن أحداث مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» قد دخلت في «فيلم هندي»، وأصبح من السهل استنباط أحداث المسلسل، فعندما خرج الحاج أبو اليسر من السجن والذي يجسد شخصيته «حسن يوسف»، عرف الجميع أنه سيستأنف حكم إلغاء الطلاق ويربح القضية، خاصة بعد أن حلمت «زهرة» أثناء نومها بأنه ربح الاستئناف، لتأتي بعد ذلك قاعة المحكمة وجلسة الحكم الحقيقية، والتي - وسبحان الله! - كانت بنفس الشكل بل نفس القاضي الذي جاء لـ«زهرة» في الحلم! إذ يبدو أنه كانت هناك «زنقة» في أماكن التصوير والممثلين، أو أنه كان مقصوداً إبراز ذلك لتأكيد أن زهرة مكشوف عنها الحجاب، وبعد ذلك تهرب «زهرة» لفيللتها لتري شخصاً يشبه «ماجد»، ولكنه لا يتعرف عليها، ليفكر المشاهد.. هل من الممكن أن يجعلوا «ماجد» قد فقد الذاكرة علي إثر الحادث كما في أفلام الأبيض وأسود؟! معقول؟! لا مش معقول الأفكار دي خلاص راح عليها يعني! ويتابع ليعرف ما المغزي وراء ظهور شخص يشبه ماجد خاصة بعد التأكد أن تلك ليست تهيؤات من «زهرة»، فتسأل عنه صديقتها المعجبة به في السر «نوال» لتعرف أن اسمه سمير ويعمل «جارسون» في الفندق منذ شهرين، فتقابله وتسأله إذا كان يستطيع مقابلتها بعد العمل، لأنها تعرفه، فيقول لها في تأثر بالغ: «بجد، تعرفيني!»، فتعاود فكرة فقدان الذاكرة للمشاهد، ولكنه يقول ربما «سمير» يمر بحالة نفسية سيئة علي طريقة «أنا مش عارفني أنا تهت مني أنا مش أنا»، ولكن عندما يتقابلان فعلاَ نكتشف أنه - ويا للفاجعة - قد قرر صناع المسلسل فعلاً جعل «ماجد» فاقدا للذاكرة!، فيقول لها: «أنا لاقاني جماعة بدو مرمي علي الشط، وسموني اسم بدوي معجبنيش فسميت نفسي سمير، بس أنا مش فاكر أي حاجة!» وتكون هذه هي الفرصة الذهبية لـ«فريد» زوج زهرة الرابع، و«نوال» التي تحب ماجد، فيتفقان سوياً علي أن يخبرا «زهرة» أن هذا الشخص ليس «ماجد» وأن اسمه «سمير جورج» ومتزوج منذ أربع سنوات ولديه بنتان، فيتخلص «فريد» من «ماجد» الذي ينغص عليه حياته بسبب ذكر «زهرة» الدائم له رغم موته، وتعيش «نوال» مع «ماجد» الذي أحبته رغم زواجه من «زهرة».. ما هذا الفيلم الهندي!! لقد قدمت «شويكار» تلك الفكرة في فيلم أبيض وأسود مع يوسف فخر الدين، إذ غرق زوجها الأول وعندما تزوجت مرة أخري فوجئت بأنه ما زال علي قيد الحياة، وقدمتها «نورا» في فيلم «أرملة رجل حي» عندما فوجئت يوم زفافها الثاني بعودة زوجها الذي ظنت أنه مات في الحرب، وتمسكت به كما تمسكت «زهرة» بزوجها «ماجد»، وثار زوجها الثاني كما ثار «فريد» وحاول التخلص من زوجها الأول، ولكن الفكرة مقدمة في مسلسل «زهرة» بسذاجة وإقحام، وفكرة «أصل أنا فقدت الذاكرة» تلك انتهت منذ سنين!، ربما يحاول صناع المسلسل بالكامل استفزاز المشاهد وليس «زهرة» فقط!