عدد المساهمات : 2022 تاريخ التسجيل : 08/04/2010 العمر : 32 الموقع : body_body8809
موضوع: رمضانيات (8) الإثنين أغسطس 09, 2010 2:52 pm
رمضانيات ( قرّاء آخر زمان !
- عام ألف وتسع مئة وستة وتسعين من القرن الماضي شارك في مسابقة حفظ القرآن الكريم في دبي – في دولة الإمارات العربية المتحدة - شارك فيها أحد حفاظ القرآن من الباكستان . فلما جاء دوره طلب إليه المقرر أن يقرأ من سورة طه . وهنا بدأت الطامة الكبرى إذا قرأ هذه الآية " طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " هكذا بعد أن انقطع نفَسُه : " طه ، ما أنزلنا عليك القرآن " . " أنزلنا عليك القرآن لتشقى " ومن المعتاد أن يعيد القارئ كلمة مما قرأ ، أوجملة حتى يصل ما انقطع . إنه فعل هذا ، ولكنه لجهله قلب المعنى وقطعه قطعاً حادّاً ، وغيّره تغييراً كبيراً ، فكأن الله تعالى لم ينزل القرآن على نبيّه الكريم ، ثم لمـّا أنزله قصد أن يشقي نبيّه بذلك !! . فأسكته الشيخ ، ثم أنهى المقابلة ، وصرفه . ولم يدر القارئ سبب إنهاء مسابقته لأنه لا يفهم العربية ، لقد حفظ القرآن دون أن يفهم معانيه ، وردد آياته ترديد الببغاء . ووقف وقفة خاطئة . - وفي دبي – كذلك – عام سبعة وتسعين وتسع مئة وألف دخلت سوق بيع الجملة للخضار والفاكهة ، فأدركتني صلاة المغرب هناك . ، فدخلت المسجد في تلك المحلة ، فقرأ الإمام البنغالي في الركعة الأولى أول سورة " المنافقون " .. كتبتها بالرفع على الحكاية ، هكذا علمنا أساتذتنا .. - قلت إنه قرأ الآية الأولى " إذا جاءك المنافقون قالوا : نشهد إنك لرسول الله ، والله يعلم إنك لرسوله ، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " فجعل الكلمتين يشهد ونشهد " نشحد ويشحد " بالحاء بدل الهاء ... قلت لا بأس أن نكون نحن معشر العباد " شـحّادين " أما أن يتصف الله جل شأنه بـ " الشحادة " فمصيبة كبرى . واتصلت بمدير الأوقاف إذ ذاك ، ونبهته إلى وجوب أن يكون الإمام ناطقاً للعربية بشكل صحيح ، وأن هذا البنغالي لا ينبغي أن يكون إماماً ، فلم أجد منه أذناً صاغية .
بل إن مدير الوقاف هذا كان منحرف العقيدة – إن صح التعبير - فقد حضرت له خطبة في إحدى الجمع فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بشراً ، واحتج بقصة مختلقة ما أنزل الله بها من سلطان يقول فيها : إن السيدة عائشة رضي الله عنها حين أرادت أن تُحكم النطاق حول خصره صلى الله عليه وسلم عاد النطاق بين يديها . فلما نزل من المنبر وصلى بنا الفريضة أخبرته أنه اعتمد قصة مختلقة لا أصل لها ، وتناسى أنه صلى الله عليه وسلم شُج في معركة أحد وانكسرت رباعيته ، وسال دمه ، وأنه صلى الله عليه وسلم يأكل ويشرب وينام ويصحو ويموت . وذكرت له الآيات الدالة على بشريّته صلى الله عليه وسلم ، .. وكأنك تحرث في الماء ، وتزرع في الهواء ، وكان بيننا ما كان . - أما في عام ألفين وأربعة للميلاد فقد كنت ضيفاً في رمضان على المركز الثقافي الإسلامي في مدينة جنوة الإيطالية ، وصليت وراء الإمام نافلة التراويح ، فقرأ في الركعة الأولى من سورة مريم ما قرأ وأنهاها بقوله تعالى : " وإن منكم إلا واردها ، كان على ربك حتماً مقضياً " ثم ركع وركعنا ، قلت في نفسي : سامحه الله ، كيف رضي أن يتركنا في جهنم دقائق عدة ، ثم بعد السجود والقيام إلى الركعة الثانية وقراءة الفاتحة أخرجنا منها حين قرأ " ثم ننجي الذين التّقَوا ، ونذر الظالمين فيها جثيّاً " .. على فرض أننا من المتقين إن شاء الله تعالى !.. هذا دليل على أن الإمام لا يعي ما يقرأ ، ولا يفهم ما يتلو .. - إن ما ذكّرني بهذه المواقف أنني صليت أمس اليوم الرابع عشر من هذا الشهر الفضيل خلف إمام مسجدنا ، وعهدي به لمّاحاً ذكيّ الفؤاد ، فوقع في المطبّ نفسه حين أنهى الركعة الأولى لصلاة التراويح بقوله تعالى من سورة الصافات على لسان الكفار المستهزئين " أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أإنـّا لمبعوثون ؟ ! أوَآباؤنا الأوّلون ؟! " ثم ركع وسجد وركعنا وسجدنا معه ، ثم قام إلى الركعة الثانية فقرأ الفاتحة ثم أورد الردّ القاصم الذي كان ينبغي أن يقرأه في الركعة الأولى وهو قوله تعالى " قل : نعم ، وأنتم داخرون أي خاضعون ذليلون . ... وكان المصلون يتابعونه – على ما أظن- غير مدركين ما يقرؤه ، غير أنهم ربطوا أجسادهم بحركاته : قيامه وركوعه وسجوده يؤدون عملية رياضية ليس غير ، تقبل الله منا جميعاً .