- القَدَر والقَدْر - بالفتح والسكون - : القضاء والحُكم ، وهو ما يقدّره الله تعالى من القضاء ، ويحكم به من الأمور . قال الله عز وجلّ " إنا أنزلناه في ليلة القدْر" أي الحُكم ، وقد قال الله تعالى في سورة الدخان " إنا أنزلناه في ليلة مباركة
- وليلة القدر ليلة عظيمة فيها نزل القرآن الكريم " إنا أنزلناه في ليلة القدر " فهي فخر الليالي حين اختارها المولى الجليل زمناً لنزول خير كتبه – القرآن الكريم – فما أكرمها من ليلة .
- وهذه الليلة المباركة خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، فهي على هذا تعدل في الفضل ما ينوف على ثلاثة وثمانين عاماً ، ولأن أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم قصيرة بالمقارنة بأعمار الأمم قبلها ، فإن ليلة القدر نبع ثرّ لمن وافاها بعبادة وصلاة وقيام ، وكأن عمره زاد زمناً وعملاً ، فسد النقص ، وفاض خيراً وبركة . هذا في سنة واحدة ، فما بالك إن وافاها المسلم كل عام يجد فيها ويجتهد؟! إنه لعُمُر طويل مبارك خيّر للمسلم إن شاء الله تعالى .
- قال تعالى في فضلها " فيها يُفرق كل أمر حكيم ، أمراً من عندنا .. " ففيها تُقسّم الأرزاق ، وتُقدّر الأعمار . فلنسأل الله تعالى أن يرزقنا الرزق الحلال الطيب المبارك ، وأن يكتب لنا نعيم الدنيا ونعيم الآخرة .
- وكم من أنسان واكبها هذه السنة وهو ممن قـُدّر عليه الموت بعدها ، فتجيء السنة القادمة وهو بين أطباق الثرى . فلندْع دعاء سيدنا يوسف عليه السلام " اللهم فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة ، توفني مسلماً ، وألحقني بالصالحين "
- وليلة القدر ترفع بإذن الله تعالى - قدر صاحبها المتوجه إلى الله يسأله فضله ، ويدعوه أن يحييه مسلماً ، وأن يفيض عليه من خيراته سبحانه . وكيف لا يرتفع قدر من أعتقه الله في هذه الليلة من النار ، وجعله من أهل الجنان التي عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ؟ نرجو أن نكون أهلاً لذلك ، فإن لم نكن فإننا نتضرع إلى الله أن يعاملنا بما هو أهل له ، فهو أهل التقوى واهل المغفرة .
يـا ليـلـة القدر الجميـل بهاؤهـا --- فيك الرضا الموسوم بالخيرات
خير من الألف الشهور،تنزّل الـ --- الروح الملاكُ بأعذب الكلمات
فيهـا البشـائـروالسـلام يخصناالـ --- الملك الكريم إلى الصباح الآتي
في عشره الأولى مكارم رحمة --- يتـلـوه غـفـران مع الحسـنـات
ثم المتـاب ، بـه انعتـاق رقابنـا --- من لفـح نـار لاهب الجمَـرات
برضا الإلـه إلى الجنـان مآلـنـا --- يا سعدَ من يسعى إلى الجنـّات
يا رب فاقبل من عبادك حبهم --- وارفق بهم بالعـفـو والرحَمات
واجعل قبورهم إذا أتـَوك منازلاً --- فتحت نوافذها إلى الروضات
في الحشر أبعِدْ عنهمُ لفح اللظى --- في ظل عرشـك بارد النسمات
وعلى الصراط أجزهمُ في لمحة --- البرق المضيء وواسع الخطوات
أنت المؤمـّل ياعظيـم فهب لنـا --- دار النعـيـم ومـوئــل السـادات
- اللهم هذه ليلتك المباركة أهلّتْ علينا ، فاقبلنا فيها ، واعتق رقابنا من النار ، واجعلنا في عبادك الصالحين ..... يا رب العالمين .