الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى..... وبعد...
نتحدث _إن شاء الله_عن أية في سورة"الرعد" _أنا شخصياً_كلما قرأتها أصبت بحالة غريبة ...
**قال الله (((هو الذى يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشىء السحاب الثقال،ويصبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ،ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ،وهم يجادلون في الله ،وهو شديد المحال))))...
_هل أحسست جو العنف والرهبة معاً في البرق والرعد والصواعق....والملائكة التى تسبح من خيفته!!!!
_إن هذه الجولة تجىء في جو التهديد ،فيرتفع نبضها وترتفع حدة الأصوات فيها حتى ليصبح التسبيح صوتاً يصم الأذان!!!!!!!!فما بال الوعيد!!!!!!!!
وتعرض الملائكة مذعورة خائفة تسبح من الخوف في هذا الجو الممتلىء بالبرق والرعد والصواعق التى يرسلها الله فيصيب بها من يشاء!!!
وبينما ذلك كله حادث.....إذا هم يجادلون في الله؟؟!!!
_والجدل في الله وقدرته سبحانه وتعالى على البعث والإحياء وقدرته على إنزال أية حين يشاء وقدرته على تنزيل ما ينزل من الوحى ...هذا الجدل كله أمر سخيف بالغ السخف بعد الأيات والمعجزة التى جاءت بها الأيات....
ولكنه أشد سخفاً وأشد ضياعاً كذلك في جو الرعد والبرق والسحاب الثقيل الذى يحمل في طياته الصواعق المنقضة التى يمكن أن تصيبهم في أية لحظة!!!!
**قال الله((وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال)))..
_شديد القوة لا يُغلب ولا ينجح من يغالبه ثم تتجسم صورة الضياع الكامل لهؤلاء الذين يجادلون في الله في الأية التالية:
**قال الله ((له دعوة الحق.والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه! وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)))...
_أرأيت الضياع الكامل لهؤلاء؟؟؟؟!!!
هؤلاء القوم الذين يتركون الله الذى "له دعوة الحق".....الله الخالق القادر المدبر ،الذى خلق هذا الكون الهائل ،والذى علمه هو ذلك العلم الشامل ،والذى يرسل البرق والرعد والصواعق....
يتركون دعوة الله ويدعون من لا يستجيبون لهم بشىء....
فأى ضلال بعد هذا؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
_ولكن السياق يستدرجهم!!!
قال الله((لا يستجيبون لهم بشىء)))....هل انتهى الأمر ،وانتهت الصورة التى يصورهم بها؟؟؟؟
_كلا!!!!
_إنه يقول عنهم:""لا يستجيبون لهم بشىء (إلا)......""...
_وهنا :تنفتح العيون وترهف الأذان بالسمع ....هل ستحدث استجابة من نوع ما؟؟؟!!!
_نعم !ولا!..إنها استجابة أسوأ من عدم الإستجابة!!!
_قال الله((إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه))..
*إنها صورة عجيبة حقاً....تخيل معى ...هذا شخص عطشان يريد أن يشرب....ولكنه لا يشرب أبداً..
لأنه لا يتجه الإتجاه الصحيح الذى يوصله للشرب رغم وجود الماء!!!...
إنه يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه....ولكن بسط الكفين بهذه الصورة لا يرفع الماء أبداً إلى فمه ....فيظل واقفاً هكذا....الماء في متناوله وهو عطشان ولكنه لا يتجه الإتجاه الصحيح إليه....فيظل على الدوام عطشان!!!!!!!
*هل زادت هذه الصورة"الفنية" شيئاً على المعنى؟؟
_لو قال :""لا يستجيبون لهم بشىء""..وانتهى السياق هنا،ألم يكن يؤدى المعنى؟؟؟؟
_بلى!!!ولكن الزيادة أضافت معنى جديداً ولا ريب.....
_إن هذا الإستدراج الذى يستدرجه لهم السياق لُيصوُر معنى نفسياً دقيقاً في صورة حسية حية.....
_فكأنما يطمعهم في الإستجابة حين يقول((لا يستجيبون لهم بشىء إلا.....))...فإذا طمعوا استدرجهم إلى هذه الصورة البائسة :"كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه!!""....
_إنها تصور طمعهم في أن تستجيب لهم تلك الأصنام التى يعبدونها من دون الله...وتوهمهم أم من وراء اتباعها خيرا يروى الظمأن _"والأنسان في هذه الحياة يظمأ دائما إلى متاع الأرض_" فإذا به تنتهى في النهاية إلى الحرمان.!!!!!!!!
((وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)).....
أرأيتم إخوانى وأخواتى في الله عظمة كلام الله سبحانه وتعالى وكم يجعل الحقائق في صورة حية تشحذ الذهن وتوقظ القلب وتشحن المشاعر!!!
والحمد لله أولا وأخراً........
يكمل إن شاء الله وقدر...